غدر الخادمات جريمة مدفوعة الأجر من الخارج أم ثمن للمعاناة من الداخل؟

يبقى القتل جريمة يقبلها العقل وتتخطاها السنين عندما يكون بين الأنداد وفي وضح النهار ومن الوجه الى الوجه لكنه يصبح علقما لا تتقبله النفس ولا تمحوه دورة الأيام عندما يختلط بالغدر والمكيدة. هذا جزء مما شعرت به وأن أتناول غدر الخادمات اللاتي أصبحن متطلبا أساسيا لاكتمال الحياة الزوجية ليس لكونه جريمة جاءت من خلف الحدود مدفوعة الثمن فحسب بل لأن ضحاياها ابرياء ذنبهم انهم ضعفاء وتربطهم علاقات الأبوة أو الأمومة بالخصم الحقيقي. الانتقام تقول السيدة منى صالح الشافي: إن التعامل مع الخادمة بالأخلاق العالية يقلل كثيرا من التصرفات غير المحسوبة لدى الخادمات حيث إنهن يسعين في اغلب الأحيان الى الانتقام حسب العوامل والضغوط النفسية التي تتعرض لها الخادمة وحسب التكوين الداخلي والتربية التي نشأت عليها. فطرة سليمة وتشير الشافي إلى أنها لم تكن ضحية تهور إحدى الخادمات السبع اللاتي مررن بها ولكنها سمعت عن جرائم خادمات الكثير مما تقشعر لها الأبدان وتستنكره الفطر السليمة. وتنقل الشافي أحد هذه الاخبار حيث تقول: كانت هناك خادمة من جنسية آسيوية بدأت العمل بتكاسل وبدون رغبة أهلها لأن اهلها ضغطوا عليها للسفر وعندما وصلت وعرفت بأمور المنزل بدأت في التململ خاصة بعد ثلاثة أشهر مما جعل صاحبة المنزل تعتدي عليها بالصوت العالي وربما بعض الضربات الخفيفة دون علم الزوج وتطور الوضع حتى بات المنزل ساحة للمعارك اليومية يوما تفوز به الخادمة واياما ترفع رايات النصر فيها صاحبة المنزل. المؤامرة وقبل رحيل تلك الخادمة بشهور بدأت في حبك مؤامرة تؤكد أن كيدهن عظيم فأخذت تلاطف صاحبة المنزل وتكسب ودها واحترامها حتى نالت الثقة والتقدير وانطلقت بحيوية وطاقة للعمل دونما كلل وعندما جاء الفصل الأخير وحانت النهاية أخذت الخادمة في الوداع الحار والقبلات الهادئة والدموع المخادعة تنهال من عينيها لتلملم آخر بقاياها قبل أن تدخل عالم الجريمة. تفاصيل الجريمة وبعد أن ركبت مع صاحب المنزل متجهة الى المطار وقبل أن يدير محركات السيارة استأذنت صاحب المنزل في الرجوع لشيء فوافق وقال سأنتظرك ذهبت الى عدوتها القديمة وقلبها ممتلئ بالحقد الأسود والليالي المظلمة , وفي أذنها صوت تلك الصفعات التي كانت تتلقاها . النهاية عادت لتطرق الباب وتقول لصاحبة المنزل (بابا يريد الولد) بكل بساطة قدمت الأم ولدها لتقلبه مباشرة في خزان الماء تحت سلم البيت وتركب السيارة للمطار. أقلعت بها الطائرة والأب يظن ان الابن عند امه والأم تتوهم عكس ذلك لقد دفعت الأم الثمن ولدها في خزان ماء وفرت الخادمة دون عقاب. شرف وتصف جواهر فيصل الباشا جريمة أخرى لخادمة تعدها أكبر من القتل والسرقة. تلك الجريمة بدأت وانتهت خلال دقائق معدودة حولت البيت الى جحيم والزواج إلى وبال عظيم ففي صالة المطار والخادمة تتسلم جواز سفرها نظرت الى كفيلها وقالت: بابا في سر...ماما تدخل رجال دائم الغرفة وأنت في الشغل...) ثم انصرفت ليعيش الزوج عذاب الشك وويلات الظنون واستطاعت الخادمة طعنه في مقتل وأصابت شرف وعفة تلك المرأة. سحر وتقول المعلمة سلوى صالح الرويشد: إن اغلب جرائم الخادمات السحر والشعوذة والقصص والحكايات كثيرة لأنهم أناس يأتون من عالم جاهل ويظنون السحر وقاية لهم من كل شيء سييء. فكثير من الخادمات تعتمد على أخذ اجزاء من الشعر والثياب لذا على المرأة الحرص على تفتيشها بشكل دقيق قبل سفرها وأن يكون السفر مفاجئا لها دون علم. خاتمة القصص كثيرة ومحزنة , وما قدمناه أمثلة قليلة لآلام كثيرة ويبقى لنا أن نطرح بعض الاسئلة للإجابة وفي مقدمتها السؤال الصعب لماذا تلجأ الخادمة الى الجريمة ؟ هل دفاع عن إهانة كرامتها ورد فعل للمعاملة القاسية والظالمة أم هو طبع متأصل أم أن اختلاف البيئة يقود الى العصبية أم هي طبيعة النفس البشرية الضعيفة عندما تقارن بين واقعها وواقع الآخرين؟ ام ماذا؟ الاجابة متروكة لكم أيتها النساء فالخطر يحدق بكم وبالأسرة.