DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جانب من المؤتمر

الاستثمار الأجنبي يقرب بين الحضارات والثقافات ويفتح فرصا للعمل ونقل التجارب

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
أخبار متعلقة
 
استضافت المغرب مؤخرا الندوة الدولية حول الاستثمار التي نظمت تحت شعار "الاستثمار، الثقافات، الحضارات.. الروابط والانعكاسات" وتم خلال هذا اللقاء الذي عرف حضورا مكثفا ممثلا في400 مشارك من المغرب والخارج من رجال السياسة والأعمال والجامعيين وتغطية إعلامية كبيرة تناول عددا من المحاور منها خصوصا "الاستثمارات الخارجية ..هل تحقق التقارب بين الشعوب والحضارات" و "الخصوصيات الوطنية .. هل تشكل عامل جذب حاسم" و "المقاولات .. هل هي واعية بدورها الجديد الثقافي والوطني". كما تضمن البرنامج أيضا ورشات عمل تهدف إلى إطلاع الفاعلين الاقتصاديين على فرص الاستثمار المتاحة في مختلف المناطق المغربية، خاصة في ميادين الصناعة الغذائية والنسيج وصناعة السيارات والالكترونيات وبعض الخدمات. و اعتبر عبد الرزاق المصدق الوزير المغربي المكلف بالشؤون الاقتصادية والشؤون العامة وتأهيل الاقتصاد خلال الجلسة الافتتاحية للندوة " أن المغرب يمتلك من الإمكانات ما يجعله يستقطب الاستثمارات الأجنبية ويؤهله لخوض المنافسة بقوة على هذا المستوى" وبالتالي فإن "التظاهرة فرصة تظاهرة هامة للتواصل والتعريف بمؤهلات المغرب لدى المستثمرين"، وأضاف المسؤول المغربي أن هذا اللقاء يشكل مناسبة كذلك للمستثمرين للتعرف على أجواء الاستثمار في المغرب وظروفه وشروطه وشدد المصدق في تصريح خص به "اليوم" علي ضرورة إدماج البعد الثقافي والحضاري واللغوي و"تقديم مؤهلات المغرب ليس فقط كنشاط أو مردودية ولكن أيضا كثروات متنوعة" يزخر بها. وفي ما يتعلق بتأهيل النسيج الاقتصادي في المغرب أوضح الوزير أنه أضحى من الضروري مواصلة هذا المسلسل في العام المقبل والأعوام التي تليه حتى يكون الاقتصاد المغربي جاهزا لرفع تحديات الانفتاح والمنافسة في أفق الاستحقاق المحدد. ومن جهته اعتبر محمد برادة المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية أنه من شأن الاستثمار الأجنبي أن يساهم في التقريب بين الحضارات والثقافات بالنظر إلى ما يؤدي له من خلق فرص الشغل وتبادل الأفكار والمعارف ونقل التجارب. واعتبر أن شروط نجاح الاستثمار مرتبطة من جهة بالبلد المضيف الذي يجب أن يتوفر على "ثقافة الاستثمار" من خلال توفير شروطه المناسبة كما أنها مرتبطة بالمستثمر الأجنبي الذي يجب عليه "أن يتأقلم مع هذه الثقافة و يعيش ضمنها ويحترم عادات وتقاليد ودين البلد المضيف". وسجل أن أفضل طريقة للتقريب بين الحضارات هي "الاستثمار في الشباب" عن طريق "فتح الروابط بين الجامعات والمقاولات المستثمرة وتوفير فرص التدريب والاشتغال في وجه الشباب" لأن "المستثمر لا يأتي فقط بالمواد الخام والأجهزة وإنما يحمل معه ثقافة وخبرة يتم تبادلهما"، ليخلص مسؤول الطيران التجاري في المغربي وخلص إلى أن قوة الاستثمار الأجنبي مرتبطة أساسا بفعالية الاستثمار الوطني مما يفرض على المستثمرين المغاربة العمل بكفاءة وفعالية مشيرا إلى أن عنصر الثقة يشكل هو الآخر عنصرا محوريا في نجاح الاستثمار. من جهته تطرق إنريكي لاكال كول رئيس المركز اللوجيستيكي لبرشلونة الكتالاني وتطرق إلى التجربة الإسبانية في مجال الاستثمار موضحا كيف أنها استطاعت الانتقال من مرحلة الاقتصاد التقليدي إلى اقتحام الأسواق الأجنبية في ظرف وجيز. وخلال مداخلته أشار ناكاي تسويسكي ممثل مجموعة "جيترو" اليابانية في فرنسا والمغرب العربي من جهته أن المغرب يتوفر على إمكانات تنافسية قوية بالمقارنة مع دول أوربا الشرقية.، مستحضرا في هذا السياق تجربة اليابان التي استطاعت أن تتحول إلى قطب صناعي وتكنولوجي عالمي محتفظة في الوقت ذاته بخصوصياتها الثقافية والحضارية. واستشهد الاقتصادي الياباني بالبدايات الأولى للصناعة اليابانية حينما كانت اليابان تستورد تقنية الخزف من الصين وتعمل على إدماج الثقافة اليابانية في هذه الصناعة وتصدرها بعد ذلك للأسواق العالمية مشددا على أن الشركات اليابانية تقوم على أساس مجموعة من القيم التي لا تتنازل عنها. و كان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أكد في رسالة وجهها للمؤتمرين على " أن البعد الثقافي للتنمية شرط لا مندوحة عنه لتحقيق الازدهار الاقتصادي والتقدم الاجتماعي"، مشيرا أن هذا البعد الذي يكتسي أهمية أساسية "لا يسترعي انتباهنا إلا نادرا بفعل ضغط الأحداث التي تواجهنا رغم أنه يشكل في الواقع شرطا لا مندوحة عنه لتحقيق الازدهار الاقتصادي والتقدم الاجتماعي"، مضيفا أن كل مشروع للتنمية يشكل بمختلف أثاره خطوة في اتجاه التطور سواء على المستوى الاقتصادي أو العلمي أو الثقافي أو الاجتماعي. وهذا السياق ذكر العاهل المغربي بأنه ثبت أن أيا من الحضارات لم يستكمل نضجه وقوته وإشعاعه إلا بعد بلوغ مرحلة معينة في تكوين رصيده الثقافي مضيفا أن ما يحدد السلوك الاجتماعي للإنسان، وما يجعله يطمح إلى تحسين ظروف عيشه يكمن في الدوافع الروحية والأخلاقية والأيديولوجية التي تحركه، بموازاة مع ما تراكم لديه من معارف وتجارب موفقة، مبرزا أن المغرب بفضل المشروع الذي يتوخاه للاندماج المغاربي على أسس سليمة ووحدوية واتفاق الشراكة الذي يربطه بالاتحاد الأوروبي والذي سيتحول إلى شراكة نموذجية وكذا بفضل ما يجري حاليا من مفاوضات حول اتفاق التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية علاوة على منطقة التبادل الحر التي شكلها مع بعض البلدان العربية على أساس إعلان أغادير في طريقه ليصبح قطبا حقيقيا للمستثمرين. و بمناسبة هذا المنتدى ترأس ادريس جطو رئيس وزراء المغربي حفل تسليم جوائز الاستثمار المخصصة لمستثمرين أجانب بالمغرب . وقد منحت هذه الجوائز لشركات تعمل في قطاعات السيارات والالكترونيات والطيران والصناعة الغذائية والنسيج.