اكد عدد من المثقفين والكتاب والمفكرين واصحاب الراي ان الحوار الوطني سيكون له مردودات ايجابية قد توجد التفاهم والتحاور بين مختلف الاتجاهات الفكرية والمذهبية والعقيدية وانها سوف تبعث بشيء من الدفء بين مختلف الاطياف وقالوا : ان ظاهرة الغلو والتطرف اصبحت من اهم الاشياء التي تهدد الامن والاستقرار وان الحوار الوطني هو رغبة لاستجابة وتطلعات المواطنين من اجل الخروج باهداف سامية مما تعانيه الامة الاسلامية في هذه الايام. ومؤكدين ان الحوار هو الطريق الانجح الى حل جميع المشكلات التي تمر بها البلاد وان هذا اللقاء باذن الله سيركز على علاج هذه الظاهرة وانه سيكون منطلقا لرؤية كل الاخر وان يحاوره ويتعاش معه والوصول الى اتفاق لتوحيد وجهات النظر في مختلف التوجهات. وفي بداية اللقاءات تحدث لـ (اليوم) الاستاذ الكاتب عبدالمحسن الخنيزي عن مؤسسات ومؤتمرات الحوار وما ينتج عنها من ايجابيات حيث قال: من شأنها ان تأسس علاقة ايجابية لاول مرة بين مختلف الاتجاهات الفكرية والاتجاهات المذهبية في المملكة العربية السعودية.
وقال: انه لاول مرة تلتقي هذه الاطياف على صعيد مؤتمر واحد يناقش قضايا الوطن والمشكلات الواقعة في هذه الفترة ويصل الى مقترحات وحلول مشتركة وهذا المؤتمر يبعث شيئا من الدفء في العلاقات بين مختلف الاطياف ويشعر الجميع بان العلاقة الوطنية والحياة الوطنية تعني الاختلاف وتعني الحوار وتعني الاتفاق على الهدف المشترك.
واضاف: ان الحوار هو المدخل الصحيح لكسر حالة الجمود التي تعتري هذا المجتمع ومجتمعنا عاش على مدى مئات السنين في مختلف مناطقه في حالة عزلة وكل منطقة تعيش في حالة عزلة عن المنطقة الاخرى على الصعيد الاجتماعي وعلى الصعيد الفكري وعلى الصعيد الثقافي.
وهذا الحوار من شانه ان يقرب المسافات بين هذه الجزر واتاحة فرصة الاندماج فيما بينها على الصعيد الثقافي العام وصعيد مفردات الوضع الثقافي الديني في البلد.
وعن ضوابط معينة للحوار قال عبدالمحسن الخنيزي: لا اظن ان ثمة ضوابط تحتاجها مثل هذه اللقاءات لان من سيحضرون مثل هذه اللقاءات اشخاص مؤهلون من النواحي العلمية والثقافية ويدركون المغزى والهدف الذي يسعون لتحقيقه وليسوا في حاجة لمثل هذه التجهيزات والتحضيرات من اجل ان يجيدوا فن الحوار فالحوار هو المدخل الاولي والضروري من اجل الوصول الى حالة من الفهم بين فئات هذا الشعب. وعن الاسباب التي اوجدت الغلو في المجتمع قال: الغلو الذي دفع الارهاب وانتج الارهاب مؤخرا يستند الى ارضية ذات ابعاد مختلفة اولها البعد الثقافي فمجتمعنا بدأ ومازال يتغذى على ثقافة فيها الى حد كبير رفض للاخر. الثقافة مبثوثة في المناهج الدراسية وفي وسائل الاعلام وفي المدارس. هذه الثقافة التي تقول انا على صواب والآخر على خطأ ويجب اعادة خطأ ويجب اعادة النظر فيها في مفرداتها واذا لم تعد النظر في هذه الثقافة وفي اساليب ايصالها الى الاجيال الجديدة ستظل هذه الثقافة مصدر قلق وافراز لمثل هذه الافكار المتطرفة، والدين الاسلامي بريء من التطرف والارهاب ولكن هنالك اساليب تتبع في ايصال هذا الدين وفهم هذا الدين وهناك فهم خاطئ لفهم هذا الدين وكذلك هناك اساليب خاطئة لايصال هذا الدين للناس يجب العودة للمنهج الصحيح.
وعن هل الحوار سيقضي على هذه الظواهر قال: ان الحوار هو مدخل لان يؤدي للقضاء على هذه الظاهرة ويجب ان يعقب الحوار تشجيع مؤسسات المجتمع المدني واذا لم تسمح بانشاء مؤسسات المجتمع المدني بمختلف صورها واعطاء الناس درجة كافية للتعبير عن انفسهم في هذه المؤسسة، وكذلك اعطاء درجة من الحريات العامة للناس في تأسيس منظمات المجتمع المدني من اجل التعبير عن الرأي وحرية الكتابة لان هذه الحريات وهذه المؤسسات هي البوتقة الحقيقية لتفاعل الآراء وايجاد وعي جديد ناضج من شأنها ان تحارب هذه الافكار التي تحاول ان تقتنص الشباب وتجرفهم الى متاهات الارهاب. والفكر الناضج للحوار عبر هذه القنوات المختلفة من شأنه ان يقطع الطريق على مثل هذه التوجهات (الارهاب والتطرف) لان المتطرف شخص وحداني التفكير وبسيط التفكير كذلك لانه لم يطلع على مختلف الآراء والافكار وهو شخص يعيش عزلة لانه التقط من وسط المجتمع من جهات ما او ارهابية ما فعملت على غسيل الدماغ له وكيفته على الطريقة التي ترغبها ولو كان الجو سليما وقنوات الحوار قائمة ومتوافرة ومؤسسات المجتمع القادرة على استيعابه متوافرة فمن شان هذا كله ان يفوت معظم الفرصة على الجهات التي تحاول ان تقتنص هؤلاء الشباب وتحدث هذا الغسيل الدماغي لهم وتدمجهم في اعمالهم الارهابية. وعن اهم قنوات الحوار في المرحلة المقبلة قال: اشدد وارى الاهتمام بتوسيع نطاق الحرية المعطاة للكتاب والمحررين وكذلك تمكين انشاء مؤسسات صحيفة جديدة لان الصحافة واجهة هامة جدا من شأنها ان توصل الوعي لمختلف شرائح المجتمع المختلفة ومن شأنها ان تقف ضد تلك الجهات المشبوهة التي تحاول ان تلتقط الشباب وتؤثر عليهم بالاتجاه السلبي وكذلك البدء في انشاء مؤسسات المجتمع المدني لجذب الشباب لاصلاحهم واستثمار طاقاتهم لاتاحة الفرصة للاطلاع على مختلف التوجهات وايجاد الوعي فيهم وهذه الاشياء مهمة وعاجلة.