DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

عبدالعزيز بن جمال الساعاتي

عبدالعزيز بن جمال الساعاتي

عبدالعزيز بن جمال الساعاتي
عبدالعزيز بن جمال الساعاتي
أخبار متعلقة
 
مازالت اتذكر قصة أحد إخواننا الشرقيين في منتصف الثمانينات الميلادية الذي جلس بجانب نافذته ولمدة يومين متتاليين يتحقق من رؤية هلال شوال فيما أفطر معظم المسلمين والعرب في الولايات المتحدة، ويبدو ان الجهة المسؤولة عن مراقبة اللحوم المستوردة عندنا لم تصل الى قناعة صاحبنا، بل تجاوزتها تعقيدا بالصمت المطبق، رغم تأكيد خبر ظهور اول حالة لمرض جنون البقر - أعاذنا الله من جنون البشر- في الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي وتنامي مقاطعة اللحوم الامركية كاحتراز اولي من قبل اكثر من ثلاثين دولة (بمن فيهم الصديقة والمخلصة للعم سام!!) بغض النظر عن موعد صدور قرار رسمي بالمنع الاحترازي (على الاقل) يومي السبت او الاحد او بعدهما، فيبدو ان اخواننا في ادارتي مختبرات الجودة النوعية وهيئة سلامة الاغذية بوزارة التجارة والصناعة (فشتهم كبيرة) بحسب المثل الحجازي وغير آبهين لما يحدث حولنا، بل يرغبون في زيادة التدقيق كون ظهور حالة واحدة للمرض لا تستدعي التسرع باصدار قرار المقاطعة، رغم قيام الادارة الامريكية بسحب ما حجمه 10 آلاف باوند من لحوم الاسواق في يوم ظهور المرض (!!). من باب التذكير وبحسب تحليل الخبراء، فان ظهور المرض قبل عدة اعوام في بريطانيا وتفاقمه بالشكل المريع وتطوره الى وباء كان نتيجة اخفاء الحقائق والاحصائيات حوله، وكان ما كان، وحصد المرض اكثر من 143 شخصا، اذا، فليس من المعقول الانتظار طيلة هذه الفترة الطويلة والحرجة جدا والتي تجاوزت فترة الـ(3) ايام دون اتخاذ خطوات احترازية وآلاف الاطنان تتدفق يوميا الى اسواقنا التي تستقبل اكثر من 70 الف طن من لحوم الابقار الامريكية سنويا والتي تشكل غالبيتها اللحوم الحمراء الطازجة. المؤسف في الامر ما تطالعنا به صحفنا المحلية لتصريحات تطمينية من بعض المستوردين ومنها ما ذكر حول اعادة تصدير ما يقارب 85% من اللحوم المستوردة التي تصلنا الى الجيش الامريكي في العراق، وكأن النسبة الباقية المخصصة للاستهلاك المحلي ليس لها تأثير، متناسين ان المسألة متعلقة بعباد الله بغض النظر عن هوياتهم، الامر لا يقف عند هؤلاء بل يتجاوزهم بتصريحات اصحاب سلسلة مطاعم الوجبات السريعة ومن باب التنظير بخلو منتجاتهم من المرض اياه رغم ان مكونات وجباتهم مشكوك في سلامتها للاستهلاك الآدمي بوجود المرض او عدمه. ففي عام 2001م اكدت دراسة المانية ان اعداد الابقار المقعدة (دوانر، او تلك التي لا تستطيع الوقوف او المشي) التي يسمح بوصولها الى المسالخ والتي اظهرت ايجابية لاختبار كشف مرض جنون البقر (BSE) قد تضاعف 240 مرة مما يمهد الطريق لانتشار المرض بسرعة كبيرة تفوق الخيال. ويساعد في تفاقم الوضع قيام بعض الفلاحين الامريكيين ببيع هذه الابقار المقعدة لغرض الاستفادة منها في اللحوم المصنعة والوجبات السريعة بمبالغ زهيدة تصل الى اقل من 30 دولارا امريكيا للحيوان الواحد وبحسب نتائج دراسة اعدتها ادارة الزراعة والبيطرة بولاية كاليفورنيا (صحيفة سياتل تايمز الامريكية ـ الجمعة 26 ديسمبر 2003م) ويبدو ان آخر محاولات وضع قانون تقدم به مجلس النواب الامريكي لهذا العام يمنع وصول الماشية المقعدة الى المسالخ قد اجهض من قبل لجنة مكونة من مجلس الشيوخ والنواب (صحيفة الواشنطن بوست ـ السبت 27 ديسمبر 2003م). يبدو اننا شعب لا نقرأ ما يدور حولنا جيدا، لحين وقوع الفأس بالرأس او مثلما تعرض له جيزاننا الحبيب من مصائب القلاعية والمتصدع، عندها نبادر ببطون ممغوصة في اتخاذ قرارات كبيرة جدا اما بسحب الاطارات المغشوشة او الادوية المميتة، او الزيوت ومواد التجميل المسرطنة، او الدجاج المهرمن، او الماشية المجدرة، او قطع غيار المركبات المغشوشة، الى نهاية القائمة المتجددة ابدا، للتوثيق، فقد تم منع استخدام مادة الاسبستس في صناعة المواد والانشاءات عندنا بعد اكثر من عقدين ونصف من تحريمها عالميا.. أليس هذا تأكيدا على تميزنا في العديد من الامور، وخصوصا تلك التي تتناول سلامة وصحة العباد؟ اللهم ألهمنا الصبر كله على تحمل برودة بعضنا، وخصوصا من اولئك الذين تتعلق مصائر البشر بقراراتهم التي لا ترى النور الا بعد فوات الأوان، او بعد التأكد من ظهور هلال شوال بدرا!!