التساؤل هنا هل مازال دور المثقف واضحا أو موجودا في الأصل في الحياة العصرية؟ وأقول لك انه سؤال ساذج فيه تسطيح لرؤية عناصر العالم! من يسير العالم؟ أليس المثقفون.. وهم في تعريفنا في صدر البحث أكثر وضوحا لجدلية عبارتنا هذه. من المفهوم الكلاسيكي البنائي النظري ترى أن مثقفين مثل هنتنجتون وفاكوياما قد أحدثا مفهوما جديا في النظرة العالمية لتواؤم الشعوب وتناسق الاقتصاد الكوني.. كل ما تأخذه الولايات المتحدة والغرب من سياسات استراتيجية في نظرتها للدول الأخرى هو من واقع نظرية هنتجتون في صراع الحضارات، وأرجوك بالفعل أن تقرأ الكتاب وهو بحث مقالي في الأساس، ولكنه قاد نظرة جديدة تأثر بها العالم الغربي فتأثرت بها كامل الكرة الأرضية نقول ذلك ونحن لا نستسيغ هنتجتون.. أعني عدم استساغتنا الضعيفة لا تجدي أمرا. ولو تتبعت ما يعمل ويفكر "قرينسبان" محافظ المجلس الفدرالي النقدي الأمريكي وهو ناسك التشريع المالي لرأيت أن الرجل يحدد الفائدة على القروض، الودائع بمنطق الحاكم الأعلى للسوق العالمية. وفي نقاشات السوق العالمية لو تمعنت قليلا لعرفت أن الأسواق العالمية يريدونها أن تكون اكتساحا للرأسمالية الغربية الأمريكية بشكل نهائي. إذن السوق العالمي الأخير هو سوق رأسمالي أمريكي. ولقد أعد "يوكاما" ونشر كتابا جديدا لما بعد ذلك أي العصر الالكتروني (وهو عصر تطغى به الطريقة التأثيرية الأمريكية عموما).. وانتظر ترى!
