المرأة احد طرفين يشاركان في صناعة الاعلام، فالخطاب الاعلامي هو صوت مشترك بين المرأة والرجل، لكن هذا العنوان يطرح جانبين من علاقة المرأة بالاعلام، الجانب الاول هو تأثير الاعلام على المرأة، والثاني هو مساهمة المرأة في العملية الاعلامية، حول الجانب الاول علينا ان نعترف بان نسبة الامية كبيرة في المجتمعات العربية والاسلامية، وبالتالي فان عبء الاعلام في هذا الجانب كبير.. ويحتاج الى تخطيط علمي يساعد على توفير التوعية اللازمة للمرأة، لكي تعرف واجباتها وتتجنب المحاذير والمنعطفات الخطرة التي قد تعترض طريقها.. وهي طريق مليئة بالمخاطر كما يعرف الجميع، والدين الحنيف هو السلاح الوحيد لمحاربة هذه المخاطر بقوة لاتلين، وتحد لا يعرف التخاذل او الخنوع، وبذلك تتمكن من اداء دورها في خدمة المجتمع، وهو دور عظيم.. (أليست هي المدرسة التي اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق)؟ بدلا من ان تنجرف وراء التقليد الاعمى للغرب، فبعض النساء اصبحن مستعبدات لعادات وتقاليد غريبة لا يقرها الدين الحنيف ولا العرف القويم ولا الذوق السليم، ففيها خروج عن التعاليم الدينية وخدش للحياء واساءة للذوق العام. هذه ليست دعوة للانغلاق في مواجهة العصر، ولكنه تحذير من مغبة اللهاث وراء تقليد الغرب تقليدا اعمى، فالدين الاسلامي هو صمام الامان الذي يمنع تسرب مثل هذه الاخطار الى المرأة وغير المرأة، واللواتي يعتقدن ان التقدم والتحضر هما اتباع عادات وتقاليد الغرب.. بما فيها من تفسخ وانحلال ولامسئولية وانحراف عن جادة الصواب.. عليهن اعادة النظر في هذا الموقف.. استنادا الى الضمانات التي توفرها الشريعة الغراء لحفظ حقوق المرأة المسلمة.. وهنا يأتي دور الاعلام في توضيح الملابسات التي تعشش في ذهن المرأة عن مفاهيم التقدم والتمدن. اذ لابد ان يشترك الاعلام مع بقية الاجهزة المعنية في منح المرأة فهما صحيحا لدورها في المجتمع المسلم.
اما الجانب الاخر، فلا يمكن انكار دور المرأة المثقفة في اثراء الحركة الاعلامية من جميع جوانبها وعلى اختلاف منابرها، اذ وقفت الى جانب شقيقها الرجل في ابراز الوجه المشرق للواقع الذي يعيشه مجتمعنا، وفي رسم خطوط المستقبل الزاخر بالطموحات والآمال في غد اكثر اشراقا وازدهارا، فقد لمعت في المجال الاعلامي اسماء نساء فاضلات لهن جهد واضح ومشكور في اداء الدور الاعلامي تجاه شقيقتها المرأة، بل وتجاه المجتمع بصفة عامة، والامة بصفة اعم، والمرأة من خلال اجهزة الاعلام المختلفة، يمكنها طرح ومعالجة العديد من القضايا ذات العلاقة المباشرة بالمرأة، كما يمكنها الاسهام في توعية بنات جنسها بأمور دينها ودنياها، وما أهمها من أمور.