قال رئيس اتحاد ارباب الاعمال في المغرب ان تجارة السلع المهربة اصبحت رائجة في البلاد لدرجة ان الشركات المحلية تتفادى السوق المحلي لبيع منتجاتها في الخارج.
واضاف حسن الشامي قائلا في مقابلة مع رويترز: ما يجري شراؤه وبيعه في المغرب يخضع الان لهذه الظاهرة. هناك سوق متخصص في السلع المهربة في كل مدينة مغربية. واقتصرت هذه الظاهرة لسنوات على مجموعة منتقاة من المنتجات المعفاة من الرسوم الجمركية من جيبي سبتة ومليلة الاسبانيتين في منطقة الريف الشمالية الاقل تنمية.
وقال الشامي: انها الآن تتسع لتشمل منتجات من الدول الافريقية الواقعة جنوبي الصحراء والجزائر المجاورة رغم ان سبتة ومليلة تبقيان اهم مصدر للسلع المهربة. ويقول مسؤولون حكوميون: ان تجارة السلع المهربة تكلف المغرب ما يعادل 400 الف وظيفة في السنة. ويبلغ عدد سكان المملكة 31 مليون نسمة.
واظهرت دراسة مؤخرا ان 30 في المائة من السجائر المتداولة في البلاد مهربة.
ودفع غياب الانشطة الاقتصادية البديلة في منطقة الريف المعروفة ايضا بزراعة نبات القنب المخدر والهجرة غير المشروعة السلطات الى غض الطرف عن هذه المسألة لسنوات.
وقال الشامي: في تلك الايام لم يكن قد جرى تحرير الاقتصاد المغربي، والسلع المهربة اوجدت نوعا من التوازن امام احتكار الشركات المحلية. لكنه جادل بانه لم يعد بالامكان السماح بهذا الوضع.
وقال: ان تحريرا واسع النطاق للاقتصاد المغربي واتفاقا لتحرير تدريجي للتجارة مع الاتحاد الاوروبي والجهود التي تبذلها السلطات لترسيخ حكم القانون من شأنها ان تشجع على اجراءات فعالة ضد تهريب السلع.
واضاف: ان اتحاد ارباب الاعمال ليس لديه ارقام عن حجم الخسائر التي تلحقها تجارة السلع المهربة بالاقتصاد المغربي الذي تبلغ قيمته 41 مليار دولار لكنه يتلقى شكاوى من جميع القطاعات.واضاف قائلا: شركاتنا تجد نفسها مضطرة للتعايش مع السلع المهربة كعامل لمنافسة غير عادلة. وحث الحكومة على اتخاذ اجراءات حازمة لتطبيق القانون قائلا: من الافضل ايجاد 400 ألف وظيفة في البلاد بدلا من محاباة 40 ألفا يستفيدون من هذه الظاهرة. ويقول محللون ان الجهود الرامية الى القضاء على السلع المهربة واي حملة على التجارة غير المشروعة لن يحققا نتائج تذكر دون تحسين مستويات المعيشة في المغرب حيث يعيش 20 في المائة من السكان تحت مستوى الفقر. وقال الشامي: لا نتوقع ان تستأصل الحكومة تجارة السلع المهربة بشكل كامل لكننا لا نريدها ان تصبح ظاهرة متفشية في البلاد.