افتتح صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية امس فعاليات المؤتمر السنوى الاول للخدمات الطبية للقوات المسلحة والاجتماع السادس لمديرى الادارات والمستشفيات العسكرية وذلك بمقر مبنى الادارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة.
وكان فى استقبال سموه لدى وصوله مقر المؤتمر معالى رئيس هيئة الاركان العامة الفريق الاول الركن صالح بن على المحيا ومدير عام الادارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء طبيب كتاب بن عيد العتيبى ومدراء واركانات الادارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة.
وقد القى صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
أيها الحفل الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدنى أن أكون بينكم اليوم نستمع لكم ونطمئن الى أبحاثكم ونفتتح معا مؤتمر الخدمات الطبية السنوى الاول الذى خطط له أن يبنى على محورين مهمين متلازمين هما الاسهام المهنى والاسهام الاجتماعى. فى الحقيقة يحار المرء عندما يحمله برنامج الافتتاح على التحدث الى أناس أكرمهم الله فجعلهم سبيل شفائه فضلا عن حملهم أمانة المحافظة على الكفاءة الصحية والبدنية والنفسية لرجال القوات المسلحة وهى من أهم مقومات كفاءتها القتالية.
ولكن بعد الاطلاع على الابحاث الثلاثة وقراءة موضوعات حلقاتكم البحثية فى ورش العمل أحسبنى قادرا على أن أبادلكم الآراء والافكار فالبحث الاول الذى تعرض لاثر ارتداء البدلة الواقية فى مستوى التروية الدموية فى الاجواء الحارة هو دراسة جادة هادفة جديرة بالتشجيع على الاستمرار فيها وفى أمثالها فمثل هذه الابحاث التى تتوقع حدوث المشاكل تحللها وتحدد اسبابها وتستنبط نتائجها وتقترح علاجها قبل نزولها هى مانحتاج اليه حقا وهذا ما ينفع الناس فيمكث فى الارض وما عداه يذهب جفاء.
ويلفت هذا البحث الى مهام ثلاث أولا التأكد من صلاحية ألبسة الوقاية لدى الوحدات وفى أماكن تخزينها ثانيا تنفيذ توصياته ان أقرتها الخدمات الطبية تصدرها فى نظام لتمسي اجراءات مستديمة على القوات المسلحة تنفيذها ثالثا ضرورة اشتمال التوجيه التدريبى على موضوع حيوى هو التدريب الميدانى فى ظل استخدام الاسلحة الكيماوية مع التدرج فى تنفيذ ارتداء الملابس الواقية.
أما البحث الثانى وضع معايير الجودة للخدمات الطبية وتقييم المرافق الصحية فهو جهد مقدر حق قدره فالجودة هدف لمن اراد أن يتقن عمله والمعايير تضبط ايقاع العمل وتصبح هدفا لتحقيق جودته والمعايير مطلوبة فى المجالات كافة فلا خير فى عمل من دون جودة ولا جودة من دون قياس ولا قياس من دون معايير ولا بد للخدمات الطبية من تطويرها وتطبيقها من دون محاباة ولا مجاملة والا يكون المفهوم السائد هو اصطياد الاخطاء وانما التعليم والاداء القويم للوصول الى الجودة المنشودة والمحاسبة فقط عند التقصير وعلينا الترحيب بمن يهدى الينا عيوبنا فالعاقل من يسعد بالنقد البناء قدر انتشائه بالمديح والاطراء. ولننتقل الى البحث الثالث وهو دراسة لما عرف بمرض حرب الخليج واننى أقدر المجهود المبذول فيه ولن أخوض فى تفاصيله فأنتم أعلم بخفاياه ولكنى أوصى بتوخى الحذر فى تعميم نتائجه فمازال الجدل واسعا فى شأن أعراض المرض وأسبابه وما يهمنى هو الجزم بمعرفة حقيقة ما جرى خلال هذه الحرب فهل السبب يكمن فى استخدام ذخائر اليورانيوم المستنفد ،أو هو كامن فى قصف مخزن عراقى يضم قذائف غاز الاعصاب وغاز المسترد ، ام هو ناجم عن التطعيم بالامصال الواقية او التعرض للغبار والعوالق التى حملها الهواء والدخان المتصاعد من حرائق ابار النفط او من الضغوط النفسية التى تعترى المقاتلين عادة فترة من الزمن بعد توقف القتال، ام هو واحد من الامراض المستجدة فى أعقاب الحروب المختلفة أم تراه الرغبة فى التعويضات والامتيازات اسباب كثيرة تزيد الشكوك وتصعب التحليل وتبقى باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه. وأيا كانت النتائج فعلينا عدم اهمال الاسباب كافة ومتابعة البحوث والاحصائيات فى الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة فضلا عن تركيز أبحاثنا فى محاور ثلاثة أولا كيفية تقويم من يعانون تلك الاعراض وتشخيص حالاتهم تشخيصا دقيقا. ثانيا الوسائل الناجعة فى علاج هؤلاء المرضى. ثالثا وهو الاهم كيفية وقاية جنودنا فى المستقبل من مثل هذه الاعراض وما ينبغى أن يزود به القادة فى هذا الشأن من اجراءات وتوجيهات.
أما موضوعات حلقاتكم البحثية فقد وفقتم فى اختيارها فالرعاية الصحية المنزلية والفحوص قبل الزواج ومكافحة أمراض الدم والوراثة هى عماد مقولة الوقاية خير من العلاج فمهمتكم ليس علاج المرض وانما منع حدوثه ذلكم هو الاولى والاجدر كما أن صحة العائلة لاتقل أهمية عن صحة عائلها.
لقد حظى الطب الميدانى بجانب من اهتمامكم فى هذه الندوة ونرغب فى أن نراه فى ندواتكم المقبلة مستأثرا بجل الاهتمام وليكن للخدمة الطبية لمنسوبى القوات المسلحة من وقاية وعلاج واخلاء وامداد فى مكانها ووقتها المطلوبين النصيب الاوفر من اهتمامكم ولا ننسى الاستفادة من دروس ماخضناه وخاضه الاخرون من أعمال قتالية مختلفة.
كما نود أن تشمل ندوتكم المقبلة أبحاثا ثلاثة على قدر كبير من الاهمية الاول ازدحام المراجعين فى مستشفى القوات المسلحة فى الرياض وضرورة تقديم الخدمة الطبية فى الموعد الملائم بدلا من التأخير الذى يصل فى بعض الاحيان إلى عدة اشهر الثانى كيف تتاح الفرصة للطبيب للتفرغ لمهنته وحرفيته الطبية وعدم شغله بالاعمال الادارية التى تستنزف مجهوده ووقته ومرضاه أولى بهما الثالث كيفية متابعة الحالة الصحية والبدنية والنفسية للضباط والافراد باستخدام تقنيات الحاسب الالى للاستفادة فى رفع الكفاءة القتالية والاختيار للمناصب القيادية.
لقد عهدنا الاجتهاد فى عقد الندوات العلمية والقاء البحوث حتى اذا نفض الجمع القيت تلك البحوث جانبا وبات مصيرها فى أحسن الاحوال فى أدراج المكاتب او على رفوف المخازن فهل ستلقى أبحاثكم هذا المصير ان لم يلق البحث الاهتمام نفسه قبل العرض وبعده وان لم تر توصياته النور فالجميع اذا شركاء فى خطيئتى اهدار الوقت والجهد وانى لأنأى بكم عن هذا الهدر.
الاخوة الاطباء.
ان مرضانا أمانة بين أيديكم والكفاءة الصحية والنفسية للقوات المسلحة مسؤولية تطوق أعناقكم فأدوا الامانة وانهضوا بالمسؤولية واعلموا أننا ما أوتينا من العلم الا قليلا وما أنزل الله من داء الا نزل له الدواء فاجتهدوا فى اكتشافهما.
وفقكم الله . والى لقاء فى مؤتمركم الثانى باذن الله.
وفى نهاية الحفل تسلم سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية درعا تذكارية من مدير عام الادارة العامة للخدمات الطبية بالقوات المسلحة.
اثر ذلك افتتح صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المعرض الطبى والثقافى المصاحب للمؤتمر والذى حوى عددا من المعدات والاجهزة الطبية الى جانب عدد من المطبوعات الطبية.
ثم غادر سموه مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. حضر حفل الافتتاح قادة افرع القوات المسلحة وعدد من الضباط والاطباء.