ارتاحت الولايات المتحدة ودول المجموعة الأوروبية وسائر دول العالم المحبة للحرية والعدالة والسلام بصدور القرار الليبي بالتخلص من أسلحة الدمار الشامل والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المنشآت الليبية النووية تمهيدا للتخلص منها.. وتلك بادرة شدت انتباه العالم بأسره واعجابه بها.. وتعلم جميع الدول التي ارتاحت لهذه الخطوة الجريئة أن دول منطقة الشرق الأوسط برمتها خالية من أسلحة الدمار الشامل ماعدا الدولة العبرية التي مازالت تظن أنها فوق القانون وأنها قادرة على تحدي المجتمع الدولي وعدم الانصياع لإرادة المنظومة الدولية بالخضوع للتفتيش الدولي عن منشآتها النووية الكبرى في (ديمونة) بحجة واهية تحاول ترويجها بين أوساط الرأي العام العالمي بأن (الأعداء) تحيط بها من كل جانب وأنها إزاء ذلك مضطرة للابقاء على ترسانة أسلحتها النووية للدفاع عن نفسها، وتلك حجة لا يمكن أن تنطلي على شرفاء العالم وعقلائه.. فالمحيطون بإسرائيل اتفقوا جميعا على حلول منطقية وراجحة تذيب أي عدوان قائم بين العرب وإسرائيل وتسمح لسحب السلام أن تخيم علىأجواء المنطقة بأسرها من خلال تصديقها على المبادرة العربية الجماعية التي كانت في الأصل مبادرة سعودية تقدم بها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للقمة العربية الدورية في بيروت وتقضي بأهمية قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية تتمتعان بحدود آمنة معترف بها دوليا، وهو منطوق لا يختلف في حرفيته عن بنود جاءت في خطة خارطة الطريق الرباعية التي نادت هي أيضا بأهمية قيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية في المنطقة والبدء في مشروع للتعايش بين العرب وإسرائيل، غير أن الدولة العبرية ممثلة في رئيس وزرائها المتطرف رفضت المبادرة العربية ورفضت خطة خارطة الطريق بل رفضت المشروع الأمريكي الذي أعلنه الرئيس الأمريكي للتسوية المتناغم مع المبادرة والخطة وأبت الا أن تركب رأسها وتمضي قدما في بناء ترسانتها النووية لترسيخ نوازع العدوان والهيمنة والسيطرة في المنطقة.