تبذل في مجتمعنا هذه السنوات محاولات جادة لوضع الخطط والبرامج التنموية للانتقال من مرحلة الاستهلاك الى الانتاجية والعطاء المستمر وذلك في محاولة جادة لخلق حالة الاستقلال الوطني.
ولكن ارى من الواجب والبديهي ان يصاحب هذه الخطط والبرامج ثقافة وطنية انتاجية اي ايجاد المواطن الصالح الفاعل المنتج على الصعيدين الفردي والاجتماعي وهذا لا يتأتى الا بالنظرة الجادة لمناهج التعليم بالدرجة الاولى ووضع ذلك الهدف بعين الاعتبار وتبنيه كهدف يجب تحقيقه وادارجه في سلسلة المناهج التعليمية.
فمناهجنا للاسف تعتمد في كثير من الاحيان على اسلوب التلقين وحشو الذهن بمعلومات كثيرة، ولكن ينبغي ان توضع مناهج في كيفية التفكير البناء على سبيل المثال وكيفية استخدام العقل والذاكرة، حتى يتسنى للطالب الاستفادة العملية والجادة من المعلومات التي يتلقاها.
فاذا اردنا ايجاد مجتمع منتج فلابد من ان يصاحب ذلك الثقافة الانتاجية، وان ننطلق من داخل الفرد لصنعه ومن داخل المجتمع لبعث الروح فيه من جديد..
ان كثيرا من المعلومات التي تلقيناها من مناهجنا محفورة في اذهاننا ولكن المشكلة تكمن في كيفية استحضارها في الوقت المناسب وهذا فن لا يستهان به وموهبة مكتسبة تتولد نتيجة المعرفة العلمية لكيفية الاستفادة من الذاكرة وقد الفت في هذا المجال الكثير من الكتب الهادفة على سبيل المثال كتاب (استخدم ذاكرتك) لمؤلفه توني بوزان وهو من الكتب الجديرة بالاطلاع لما يضم بين دفتيه الكثير من الوسائل العلمية لتقوية الذاكرة وتنشيطها وبالتالي يستفيد الفرد من استغلال المواهب التي أودعها خالقه فيه.
- احمد الصالح