التوصيات التي خرج بها اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري تؤكد نجاح هذه التجربة الحية وتأصيلها في المجتمع السعودي المسلم، فترسيخ الوعي بالاخطار المحدقة بالأمة وتبيان اغراض الهجمات الاعلامية الشرسة المتمحورة في ايجاد الشقاق والاختلاف بين صفوف المجتمع وهدم وحدته الوطنية وتماسكه وترابطه كانت بحاجة الى حوار مفتوح لاتنقصه الصراحة لوضع الحلول المناسبة لتلك الاخطار الفادحة على الأمة، كما ان التنوع الفكري وتعدد المذاهب والاختلاف حول جملة من المسائل الاجتماعية ونحوها لاتشكل في جوهرها ازمة بل هي واقع مشهود لابد من استثماره بشكل صحيح ومدروس للدعوة الى التناصح والحوار كما ان التقدم التقني الهائل وانتشار المعلومة والافكار دون عوائق تحتم على الامة اتخاذ الاساليب المناسبة الكفيلة بحماية الوطن والمواطن من اي انحراف فكري يبث عبر تلك الوسائل الاتصالية التقنية، كما ان من الضرورة بمكان ان يتوجه الخطاب الاسلامي لترسيخ تمسك المملكة بعقيدتها الاسلامية السمحة التي لاترضى عنها بديلا، فالحوار الوطني الثاني بما طرحه من مسائل فكرية موضوعية بعيدة عن التنافر ووحشة القلوب واساءة الظن يمثل مدخلا صحيحا وصائبا لما يجب ان تكون عليه حوارات المستقبل، ولابد في هذه الحالة من توسيع دائرة المشاركة في هذا الاسلوب الحضاري لماله من شأن بارز في دعم الوحدة الوطنية ومعالجة هموم الحياة اليومية للمواطن وايجاد التوازن المنشود في برامج التنمية والاستمرار في تعزيز وتطوير عناصر العملية التربوية بشكل ينمي في فلذات الاكباد حسهم الوطني واستعدادهم المطلق لبذل التضحيات من اجل هذا الوطن ومصالحه العليا بما يضمن حماية الهوية الاسلامية لكل مواطن وابعاده عن اشباح المؤثرات السلبية الضارة بالمجتمع ايا كانت مسمياتها واهدافها الهدامة.
