اصبح بث خدمة "سوا" وهي خدمة اذاعية امريكية ناطقة بالعربية، يلتقط في بعض نواحي المنطقة كموجة "إف إم" وتصف خدمة "سوا" التي تمولها وتشرف عليها الخارجية الامريكية ان مهمتها تنطلق من "ان خدمة مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل تتم من خلال الاتصال الجماهيري المباشر باللغة العربية مع شعوب الشرق الاوسط عن طريق الراديو".
لقد صاحبتني هذه المحطة طيلة رحلة برية تجاوزت 800 كم بمحاذاة الخليج العربي جنوبا.. فكان بث الاذاعات المحلية ينقطع ويشتد، فيما تبقى "سوا" تشدو! تقوم المحطة حاليا على بث الاغاني وآخر الاخبار.
وكلمة "سوا" يبدو انها تعني سويا.. وتجسد الاذاعة هذا المعنى حاليا بان تبث ـ على التوالي ـ اغنية عربية لتتبعها اغنية اجنبية بقي القول ان المحطة تبث على موجة "إف أم" وعلى الاقمار الصناعية نايلسات وعربسات وهتبرد، وطبعا عبر موقع القناة على الانترنت.
ومن حيث المبدأ فان بناء صلات تواصل لتقوية العلاقات العربية الامريكية هي مسئولية الطرفين: كل حسب منظوره وفهمه ومصالحه.
واذا ادركنا اننا ـ عندما يتعلق الامر بالولايات المتحدة ـ امام جبهات متنوعة الاهداف، نجد ان هناك من يعتقد ان تقوية العلاقات مع العرب، أو على الاقل مع شريحة منهم، يأتي عن طريق بث احدث الاغاني وآخر الاخبار وبناء قنوات لتحقيق ذلك، فيما يتعامل آخرون مع الملف العربي والسعودي تحديدا بكثير من العداء والاستعداء ويسعون لتشييد وسائل لانجاز ذلك.
السؤال: ما التحرك المناسب من جانبنا؟
واذا كان منامن يستهجن نقل الرسالة الامريكية الرسمية عبر اذاعة "إف إم" تبث الاغاني" الشبابية" فذلك لا يغير من حقيقة ان الاذاعة غدت امرا واقعا بعد اسابيع قليلة من التداول في شأن اقامتها، لعل الامر الاهم ان نصر على الفعل: أين مبادراتنا الميدانية للوصول للسواد الامريكي وللحفاظ على العلاقات متينة بين الشعبين؟
ولعل مبررات اقامة قنوات تخاطب الامريكان كانت نظرية أو فلسفية قبل 11/9، اما الآن فالابقاء على قنوات التواصل اضحت ضرورة. ويجب التنويه ان اطلاق الخارجية الامريكية لراديو سوا لا يتطلب تحركا مضادا من جانبنا، فراديو لندن ما فتىء يصدح بالعربية لعقود وكذلك راديو مونت كارلو.. فيما تتقافز الفضائيات بما في ذلك الفضائية "الاسرائيلية" لتأخذ حيزا من وقت المشاهد العربي.. بل يتطلب المبادرة لاطلاق بدائل تحافظ على مصالحنا، تصل للسواد الامريكي الذي اخذت الحرب المعلوماتية المتأججة ضدنا تحفر في وجدانه ان التهديد الاساس يأتيه من "الشرق الاوسط" العربي والمسلم.