الامر يبدو وكأن شخصا وضع أناسا وأمتعتهم في مطحنة عملاقة
كانت تلك كلمات شريف كاظم الذي قضى صباح امس الاول السبت في انتشال حطام الطائرة المنكوبة أو على الأقل بعضا من الجثث.
رحلة البحث لم تسفر إلا عن جمع بعض البقايا ومنها بطاقة بريدية كتبها راكب باللغة الفرنسية ولكنها ضلت طريقها المفترض الى يد المتلقي لينتهي بها المطاف وسط الملابس والحقائب المنبعجة والاشلاء البشرية طفت على مياه البحر الاحمر.
وكانت الطائرة المصرية وهي من طراز بوينج 737 تحمل ركابا معظمهم من السائحين الفرنسيين عندما سقطت في مياه البحر أمام منتجع شرم الشيخ في مصر في وقت مبكر من صباح أمس الاول السبت.
وقال شريف كاظم ـ وهو غطاس انقاذ انطلق الى موقع التحطم فور سماع النبأ ـ بصوت يجسد المأساة: الشئ الذي لا تفارقني صورته هو جزء من ساق طفل كان ومازال يرتدي حذاء خفيفا ابيض. لم أستطع ان انتشل هذا الشئ .. وأضاف: حاول رجال الإنقاذ طرد أسماك القرش التي كانت تلتهم الجثث .. وكانت الرائحة بشعة لدرجة ان الكثيرين اصيبوا بدوار وحالات تقيؤ.
وأضاف كاظم انه لم يقع انفجار على ما يبدو على متن الطائرة فلم تكن هناك اي جثث او ملابس محترقة وسط الاشلاء التي طفت على سطح مياه البحر.. بينما رجح أشخاص في موقع الحادث ان الطائرة لابد وانها حاولت العودة الى مطار شرم الشيخ بعد دقائق فقط من اقلاعها متجهة الى القاهرة ثم باريس والا لم تكن لتحلق في اتجاه المنطقة التي سقطت فيها أمام خليج نعمة.
والسياحة من اهم مصادر العملة الصعبة لمصر ويخشى رجال أعمال في المنتجع الذي قضى فيه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عطلة من ان الحادث ربما يجعل السائحين يحجمون عن زيارة مصر.
وقال ناصر موسى وهو سائق تاكسي: انها مشكلة بالتأكيد ربما تؤثر على آراء سائحين وتجعلهم يتوقفون عن المجئ هنا.
أما ليزبث كريستينسن وهي سائحة دنمركية عمرها 25 عاما فقالت: يغلب التاثر الشديد على الناس عندما يتحدثون عن هذا الامر. وسيكون للحادث تأثير على سمعة شرم الشيخ في الخارج.