لعل منطقة الشرق الأوسط ستشهد خلال العام الحالي 2004 وبعد التدخل العسكري الأمريكي في العراق تطورات مهمة فيما يتعلق بتقاسم الطاقة وساحات النفط الإقليمية والدولية، وذلك حسبما جاء في تقرير أعده مجلس الأمن القومي التركي، والذي أشار إلى أن تغييرات جدية سوف تطرأ خلال العام الحالي على عدة مشروعات ومسارات عملاقة استراتيجية لتقاسم الطاقة، والتي منها مشروع نقل الغاز الطبيعي المصري إلى تركيا، ومشروع نقل النفط الروسي إلى البحر الأحمر، ومشروع نقل الغاز الطبيعي القطري إلى باكستان. وتضمن التقرير الخطط المستقبلية لاستراتيجية الطاقة بالشرق الأوسط بعد التدخل العسكري الأمريكي فى العراق مبينا أن تشغيل خط أنابيب السلام الذي سينقل الغاز الطبيعي المصري الى تركيا عن طريق لبنان وسوريا والذي سيتم إنشاؤه على ضفاف شريط البحر المتوسط ويضخ يوميا ما بين مليارين الى أربعة مليارات متر مكعب من الغاز، سينتج عنه تقليص ارتباط تركيا بالغاز الطبيعي الروسي والايرانى والتركماني، مشيرا الى أن خط أنابيب السلام لنقل الغاز المصري من الممكن أن يكون عائقا أمام نقل الغاز الطبيعي الأذرى والايرانى والتركماني عن طريق تركيا للدول الغربية. أما التغيير الاستراتيجي الذي تضمنه التقرير فهو يتصل بخط أنابيب "دولفين"، موضحا أن ساحة الغاز الطبيعي بشمال قطر ستنقل في المرحلة الأولى لدولة الإمارات ثم سلطنة عمان على أن يتم نقل الغاز في المرحلة الثانية الى باكستان بطاقة يومية تبلغ ستة مليارات متر مكعب من الغاز وستكون قيمة هذا الخط نحو أربعة عشر مليار دولار. وأضاف التقرير انه يجرى التخطيط على المدى البعيد لأن يمر هذا الخط شمالا عن طريق العراق لتركيا لنقل الغاز القطري الى أوروبا. وخلص التقرير الى أن نتيجة انشاء هذا الخط هو نقل الغاز الطبيعى الى باكستان بما قد يؤدي الى اضعاف عملية اقامة خط الغاز الطبيعى من تركمانستان الى أفغانستان وباكستان وبما يسهل فقط مرور الغاز التركمانى الى أوروبا عن طريق روسيا فقط، وسوف يؤدي ذلك لزيادة المصاعب أمام الغاز الطبيعى فى حالة استخراجه فى المستقبل من حقول بارس الجنوبية.