شدد الدكتور عبدالله محمد العمري المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود على ضرورة الاسراع في احداث معالجات بالمباني التي تجاور الساحل بهدف التقليل من اثار الزلازل مبينا ان المباني في المنطقة الشرقية صممت بطريقة لم يراع فيها امكانية حدوث الزلازل والهزات الارضية. وقال الدكتور العمري في حديث خاص لـ (اليوم) لا توجد مخاوف على المنطقة الشرقية جراء زلزال بم الايرانية لانه لا يشكل خطورة على المنطقة بحد ذاتها غير انه استدرك ان الخطورة تكمن في المنطقة الغربية لقربها من منطقة جبال زاغروس الايرانية التي تنشط فيها الزلازل وفيما يلي ننشر جملة ما دار مع الدكتور العمري:
انها كارثة
@ تحديدا ما الآثار السلبية التي يمكن ان تلحق مناطق المملكة لو وقع في جبال زاغروس؟
ـ لو وقع مثل هذا الزلزال في جبال زاغروس ستكون كارثة لانه حتما سيحدث صدوعا في آبار البترول وتصبح غير مفيدة مستقبلا ولعل هذا الحال ينطبق على معظم دول مجلس التعاون الخليجي حيث يقع العديد من المدن على الساحل وللاسف ان المناطق الساحلية لا يوجد بها تصميم ضد الزلازل والهزات الارضية.
@ بتقديرك ما المعالجات اللازمة لمجابهة هذا الواقع المروع؟
ـ لعل الخطى تتسارع الآن لعمل ما يمكن عمله تلافيا لاي مخاطر قد تنجم عن حدوث الزلازل وفي هذا الاطار تقرر ان يعقد اجتماع بجامعة الشارقة خلال الفترة من 12 الى 25 من فبراير 2004م بمشاركة عدد من المختصين والمعنيين في دول مجلس التعاون الخليجي لدراسة الكوارث الزلزالية التي وقعت في ايران والعمل على ايجاد انسب الوسائل العلمية لتخفيف مخاطرها.
لا خطر على الشرقية
@ قبل ان نمضي بعيدا.. هل بالامكان ان تطمئن اهل المنطقة الشرقية بانه لا توجد مخاطر حقيقية لتوابع زلزالية على خلفية ما يحدث في ايران؟
ـ المنطقة الشرقية هادئة نسبيا فقط وقربها من منطقة الزلازل الايرانية امر يوجب الحيطة والحذر وعموما لابد من الاهتمام بالمباني المجاورة للسواحل وتصميم مبان ضد الزلازل لان الخطورة من الانهيارات وتوابع الزلازل.
الابتعاد عن الهلع
@ ما الاحتياطات الواجب اتخاذها من قبل سكان الشرقية تفاديا لاضرار الزلزال لا قدر الله حال حدوثه؟
ـ في هذه الحالة ينبغي اخذ الاعتبارات الهندسية في تصميم المباني والتحلي بقدر كبير من الوعي والاستعداد النفسي والابتعاد عن الهلع والتوعية والتبصير اضافة الى اي فرد يكون خارج المنزل وقت الزلزال فلا يدخل واذا كان داخل المنزل فلا يخرج منه والاختباء تحت الاشياء القوية وخلف الابواب او ان يتجه الفرد الى المناطق المفتوحة ويبتعد تماما عن الاعمدة وكل ماهو مرتفع. ويجب على من كان يقود سيارة ان يتوقف فورا عن القيادة مهما كانت دواعي السير والعمل داخل المنازل على تثبيت الدواليب والسخانات بشكل محكم واخيرا يبقى الاستعداد النفسي امرا مهما في تقبل الصدمات عند وقوع البلاء.
@ هل يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل؟
ـ الزلازل ظاهرة تكون غير متوقعة وبالتالي لا يمكن التنبؤ بها فقط يمكن تحديد المناطق النشطة لنعرف اين المناطق الاكثر نشاطا للزلازل ولوحظ ان السنوات الاخيرة تحدث هزات في الحدود السعودية ـ القطرية بفعل ضخ البترول وينعكس على هذا الامر هزات قد لا يشعر بها كثير من الناس ولكننا نعمل على رصدها وتتبعها والعلماء قد تمكنوا من تحديد مواقع الزلازل والقدر الزلزالي اما وقت حدوثه فلم يتوصلوا لابعاد المخاوف من الجهات كافة.
اهمية التنسيق
@ ما العمل الواجب القيام به للتنبيه فقط بان هناك هزات؟
ـ هذا سؤال مهم ففي كثير من الاوقات تحدث هزات خفيفة نتيجة ضخ كميات من البترول او التفجيرات الناجمة عن التجارب التي تجريها الشركات العاملة خاصة بالمنطقة الشرقية ولمعالجة الامر في اطار لا يثير المخاوف لابد من حدوث تنسيق كامل بين الدفاع المدني وشركة ارامكو وبقية الشركات وان تكون هناك معرفة مسبقة بحدوث مثل هذه التفجيرات التي تنجم عنها هزات خفيفة ربما تثير الفزع مالم يكن هناك علم بها.
تطوير منتظر
@ ماذا عن المراصد بالمملكة عددها وطاقاتها؟
ـ عندنا 67 مركزا للرصد منها 30 محطة تابعة لجامعة الملك سعود و37 محطة تابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومن هذه المحطات واحدة فقط بالدمام واخرى بالاحساء كما ننسق مع دولة الكويت التي تملك 7 مراصد وعمان 10 محطات رصد فنتبادل معهم المعلومات.
@ محطتان فقط في الشرقية وانت تنبه لخطورة الزلازل بالمناطق الساحلية كيف نعالج هذا الخلل؟
ـ سيتم في المستقبل القريب ان شاء الله تطوير المحطات الزلزالية بالمنطقة الشرقية حتى تكون في مستوى الاحداث، وبين ايدينا مشروع الخطر الزلزالي بالشرقية اضافة لتكوين قاعدة معلومات متكاملة لتعطي تصورا شاملا عن نسبة الزلازل المتوقعة ومعرفة نوع تصميم المباني وما المباني التي بها مشاكل وفي حاجة لمعالجة واحسب ان هذا الامر غاية في الاهمية وهنا اذكر انه في اليابان انجز قبل 50 سنة مشروع نفذته امريكا اسمه (تخفيف الخطر الزلزالي) وقد كلف 50 بليون دولار فاصبح الزلزال يقتل 60 شخصا خلافا للفترة قبل 50 سنة عندما كان يقتل 100 الف نسمة ولابد من ربط جميع المنشآت الكبيرة بمواصفات هندسية معينة واذا لم يكن لديك مراصد فلن تعرف مستوى الخطر الزلزالي.