أخبار متعلقة
في منزل رئيسة طاقم الضيافة باكينام محسن توفيق (22 سنة) بشارع سمعان بحلمية الزيتون.. خيم الحزن على ارجاء العقار الذي تسكن فيه وتقف امامه سيارتها الصغيرة في انتظار عودة صاحبتها.. جميع افراد العائلة غادروا الشقة وتوجهوا إلى شرم الشيخ ولم يتبق بالشقة سوى خالتها التي لا تتحرك من مكانها وتطلق بين الحين والاخر عويلاً وصراخاً.. ولا تصدق ما حدث لابنة شقيقتها.
محمد كامل ـ بكالوريوس ادارة اعمال جار الفقيدة ـ اوضح ان باكينام خريجة معهد الخدمة الاجتماعية منذ 4 سنوات وبدأت في العمل كمضيفة جوية عقب تخرجها وان لديها شقيقاً يدعى محمد طالب باحدى الكليات العسكرية وشقيقة هي ورد شاه متزوجة.. ووالدهم متوفى والجميع يحس بمرارة الفراق لغياب باكينام وان اخر مرة شاهدها كانت في الاسبوع الماضي ومعها بعض صديقاتها.
اما احمد عفيفي جار باكينام والذي يعمل محاسباً فيقول انه ما ان علم بالخبر من احدى الفضائيات حتى انهار لانها كانت انسانة محترمة وتود الجميع.
مش راجعة
في منزل منى حسن عثمان مضيفة الطائرة المنكوبة 25 سنة كان الحزن يلف جدران المنزل الكائن بأرض الجولف في حي مدينة نصر.. وقال شقيقها خالد طالب بكلية الهندسة: كانت تشعر بقرب اجلها.. كنت اسألها قبل كل رحلة عن موعد عودتها الرحلة المشئومة.. سألتها مداعباً عن موعد عودتها فردت بعفوية: مش راجعة، وكأنها كانت تتوقع مصيرها.
ويضيف خالد ان الرحلة الاخيرة لم تكن رحلة منى.. حيث كانت تعتزم القيام باجازة وقطع فترة عمل مرتفعة توالت اكثر من شهر ونصف الشهر لكن اتصل بها ايهاب الجوهري رئيسها في العمل وابلغها بضرورة ان تلحق بالرحلة بدلاً من احدى زميلاتها وقد غضبت منى جداً فلم تكن ترغب في العمل بهذه الرحلة وقمت بتهدئتها واقترحت عليها ان تبدأ العطلة عقب عودتها .
منى خريجة كلية التجارة قسم انجليزي والتحقت بالعمل كمضيفة جوية منذ عام واحد فقط وكانت سعيدة بالالتحاق بتلك المهنة في البداية فقط.. لكن سرعان ما بدأ الملل يتسرب اليها لانها كما وصفتها مهنة مرهقة جداً.
اما شقيقتها ايمان ـ الطالبة بالصف الاول الثانوي ـ والتي لم تتوقف دموعها لحظة واحدة فقالت ان منى اطيب انسانة في الدنيا ومحبوبة من كل الناس واجتماعية جداً واصدقاؤها كثيرون.
الأم تهذى
وفي المطار اصيبت منى عطية موظفة الاسواق الحرة بالمطار بانهيار واصرت على ان ابنها الوحيد عمرو سيصل الان بطائرته إلى مطار القاهرة ليلتقي وخطيبته التي حضرت لانتظاره واستقباله كعادتها في المطار عقب كل رحلة يقوم بها.. ثم صرخت وراحت في غيبوبة.. وبعد ان افاقت من غيبوبتها قالت مجدداً وقد عاد اليها الوعي ان ابنها كان يستعد لحفل زفافه بعد شهرين.. وبدأت تستعيد توازنها وراحت تنطق بالشهادتين ثم ما لبثت ان عادت لتهذي مرة اخرى وتسأل الحاضرين عما اذا كان ابنها من بين الناجين ام لا.. بينما كان يلتف حولها زملاؤها ليهدئوا من وقع الكارثة عليها.
وداخل صالة الخطوط الداخلية بمطار القاهرة الدولي اختلط النحيب بالدموع وانضم العاملون بالمطار إلى اقارب الضحايا الذين كانوا بانتظار طائرة خاصة تقلهم إلى مسرح الحادث في شرم الشيخ.
حامل
قالت ستوتة احمد محمد - 58 سنة - والدة المضيفة نيرمين محمد ان ابنتها التحقت بالعمل في شركة فلاش كمضيفة منذ ثلاثة شهور فقط، ثم انهارت وفقدت القدرة على استكمال حديثها ليلتقط خيط الحديث خالد علي ابن عم نيرمين.
قال خالد ان نيرمين تزوجت منذ ستة شهور فقط والتحقت بالعمل مع زوجها محمد شوقي في نفس الشركة.
وقال خالد ان ابنة عمه نيرمين كانت حامل في شهرها الثاني كما اكدت الفحوص الطبية.. وانها اعلنت للاسرة كلها ان اتفاقها وزوجها ان تكون هذه الرحلة اخر مرة تطير فيها وانها ستتقدم باستقالتها وستتفرغ للحمل والولادة ورعاية طفلها لكن القدر لم يمهلها لاتمام اخر رحلة طيران في حياتها.
وقال د. حاتم القليوبي ابن خالة ايهاب عبد العزيز السنباطي قائد الطائرة البديل ان اخر زيارة له كانت منذ عدة ايام للتهنئة بالعام الجديد وكان اثناء الزيارة اكثر وداً وحباً للجميع وفور علمي بالخبر من احدى القنوات الفضائية اصبت بحالة ذهول شديد من هول الكارثة خاصة ان ايهاب لديه ولدان 11 سنة و 6 سنوات وزوجة كانت في انتظاره.
والدة عمرو تبكي ابنها
محرر (اليوم) امام منزل باكينام ويبدو يمين الصورة جزء من سيارتها