طوى المهرجان الوطني للتراث والثقافة التاسع عشر (الجنادرية) ملف فعالياته الغنية الثرة العامرة بشتى معاني الجمال وسارت أمور هذا المهرجان ورغم الظرف الدولي والإقليمي والمحلي العصيب على أبدع ما يكون ووفق ما خطط له القائمون على أمر الجنادرية في هذه البلاد المباركة التي وسمت ومن بين كل دول العالم قاطبة بهذه التظاهرة الثقافية التراثية والتي وجدت لتثري ساحة الإبداع وتحيي الموات والركود الذي ران على قلوب الشعوب التي أتخمتها الفضائيات بأخبار الحروب والهلاك والزلازل وذهاب الأرواح ودمار المعمورة وافتراق القلوب وداء السياسة العضال حتى نسي الناس تماما أن هناك شيئا جميلا يوازي القبيح المطروح في فضاء الكون الفسيح، وسلوانا الوحيدة من بين هذا الركام ما تمدنا به الجنادرية عاماً بعد عام من علم فريد ومزيد معرفة وثقافة اطلاع وحسن مشاهدة وامتاع مآقي العيون من هذا العرض التراثي الضخم الذي يكشف بجلاء ما تتكىء عليه المملكة العربية السعودية من إرث حضاري وزخم فني متجدد ومتأصل وعميق الجذور في شجرة الحضارة الإنسانية التي يمتلك وبدون أدنى شك بنو يعرب أغصانها وفروعها الأصيلة وسيقانها الممتدة في باطن الأرض بمركزية محكمة الغرس والنبت البديع.
ومضت أيام الجنادرية وتصرمت ايامها سريعا وعشاقها مازالوا في لهف لاقتناء المزيد من بضاعتها التي لا تقدر بثمن مادي والحال هكذا ولكن من بين ما استوقفني وسط كل ذاك الإبداع الشجي منظومة الأمن التي طوقتنا بالأمان فكان الناس جميعا يمشون مطمئني القلوب فارغي الأفئدة من هموم الخوف والجزع وكل ذلك الأمر يعود من بعد حفظ الله سبحانه وتعالى إلى قيادة الحرس الوطني بهرمها المتسلسل وفقا للمسئوليات المنوطة بكل شخص وذلك بقيادة اللواء سعد بن مطلق أبو ثنين قائد معسكر الجنادرية الذي تعد جهوده وجهود رجاله عملاً فائق المستوى تنظيما وإدارة وحسن وفادة بل الجنادرية بزخمها وقوتها تمثل نافذة تعكس صورة الحرس الوطني المشرقة تلك الصورة الناصعة المتمثلة في الجانب الأمني الثقافي والتراثي لهذا المعلم الحضاري من معالم المملكة، وفي هذا المقام أرجوكم وأستميحكم جميعا عذراً بان تدعوني أسجل شهادة للتاريخ في حق العقيد عبد الرحمن بن عبد الله الزامل المسؤول الإداري بمعسكر الجنادرية فهو أحد النماذج المشرفة بهذا البلد الذي ينتظر رحيق الزهور المتنوعة وهؤلاء بساتينه فقد رزق العقيد الزامل بمولودة أطلت على أسرته وزادتها بهجة ونوراً ولم يعلم بمقدم الأمورة الجميلة إلا بعد يومين من ميلادها وذلك لقيامه بجهود مكثفة في أعمال وتجهيزات المهرجان يمارس مهامه العظام بضبط الأمن وخدمة الجمهور بصدر منفتح وابتسامة واسعة ورغم أنه يتمزق شوقاً وتعجز مشاعره عن مقاومة الحنين إلى عيني ابنته الوليدة التي جاءته على جناح حلم ما زال يرقص بين عينيه لكنه لم يطلق ساقيه للطفولة في حسنها الأسطوري بل بقي في معسكر الجنادرية يقدم العون ويتابع الزوار ويوجه الضيوف ليؤكد عظم حب الوطن في نفوس مواطنيه الشرفاء وليرسم لوحة رائعة في التفاني الوطني والولاء لقيادته التي تأخذ منه عميق روحه وتأخذ كفه وبطاقة قلبه، لذا يطيب لنا أن نوجه له الشكر مع أرق تهنئة بمقدم مولودته راجين لها حياة سعيدة وأن تكون قرة عين والديها وكل عام وأنتم بخبير .
- ناهد بنت أنور التادفي عضو الجمعية السعودية للاعلام والاتصال