مدخل:
==1==
لي وطن طاهر بياضه يشبه لشمس النهار==0==
==0== يسكنه تسعة عشر مليون هذولا هلي==2==
مطلع لنص بعنوان ( الوطن الطاهر ) كتبته ليلة افتتاح مؤتمر القمة العربية الأخيرة التي عقدت في القاهرة ولم ينشر نظرا ً لعملية الاحتواء التي تمت للموقف الذي فجر النص وبكل صدق أنني لا اعرف على وجه الدقة المشاعر التي تخلق في دفئها عجز هذا البيت ولكني كنت متأكدا أن اخوة الدين و المواطنة تسمح لي بهذا التعبير الأسرى الشامل بالرغم من أن النظرة الظاهرية للعلاقات الإنسانية في وطننا الغالي توحي بأن الكثير من المشاعر الجميلة قد انكفأت وتراجعت تحت صخب الحياة المادية المعاصرة وأن الاهتمامات الذاتية للفرد قد حدت على حد ٍ كبير من اهتمامه بالآخر ولكن هذا التصور القاصر سرعان ما تهاوى وتكشفت لي حقيقة إنسان هذا البلد الطاهر ومدى متانة العلاقات التي تربط بين مواطني بلدي الحبيب مهما تناءت أماكن اقامتهم أو تباينت مواقعهم الاجتماعية. فموجات العزاء والمواساة التي تلقيتها في مصابي بوالدي رحمة الله عليه أكبر مما يمكن تخيله. لقد توحدت أطياف المجتمع بمختلف تصنيفاتها الاجتماعية ومشاغلها وأهتماماتها بمشاعرها الدافئة تجاهي فلا صاحب المنصب الرفيع أخذته مشاغله عن مواساتي ولا الفقير حجبه ضيق ذات اليد عن الاتصال للوقوف بجانبي ولا من لا أعرفه جعل ذلك عائقا ً دون مشاركته لي بمصابي.
ماذا يعني أن يقتطع مسئول تنوء ساعات يومه بمشاغله ومسئولياته ليتصل بك أو يبعث لك برقية عزاء. على ماذا يدل عندما تجد الفقراء والمساكين يشاركونك حزنه وهم لديهم من ذلك ما يكفيهم. على ماذا يدل عندما يفتح مواطن هاتفه الجوال في مدينة قصية وأنت لا تعرفه ليقدم لك واجب العزاء المنوط ( عادة ) بمعارفك واهلك وأصدقائك وزملائك والمحيطين بك. أي رسالة تقرؤها عندما تسمع نحيب مفردات الفقد في نص رثائي كتبه شاعر في والدك وهو لم يقابله ولا يعرفه. أليس ذلك دليلا لا يقبل التأويل على أن هؤلاء هم أهلك. أليس هذا سببا كافيا بأن تعيد تفكيك الصورة التي رسمها ظاهر الحياة المادية الباردة عن هؤلاء الأوفياء لتعيد رسم خطوطها البهية كما يجب وكما تليق بهؤلاء الأنقياء. ثم أي ولاء ووفاء يمكن أن يقدم لوطن ٍ هؤلاء هم أهله. المشاعر قاصرة عن الامتنان والمفردة عاجزة عن الشكر. وبما أنني أعرف واقعي تماما ً فلم أجد تفسيرا ً واحدا ً لكل ما لقيته من أبناء وطني الغالي إلا ( أنهم أهلي ) الذين يستحقون مني كل الوفاء والبر والعرفان.
@@ سبع رسائل :
1- سمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود. رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع. اتصالك الهاتفي وبرقية العزاء بالرغم من مشاغلك يدل على أن علاقة ولاة الأمر بالمواطن تمثل تفردا ً لمجتمعنا السعودي عن بقية المجتمعات الأخرى. لم أجد ما يتسامى لموقفك الكريم إلا الدعاء لك بالجنة مأوى بعد طول العمر.
2- معالي وزير التربية والتعليم الدكتور / محمد الرشيد. التربية سلوك ومواقف قبل أن تكون محاضرات وندوات وعلوما. اقتطاعك وقتا من مشاغل وزارتك لعزائي يدل على أنك المربي الأول في وزارة تعمل من أجل التربية. لك تقديري وامتناني واحترامي.
3- سعادة الدكتور / جاسم بن محمد الأنصاري. رئيس الهيئة الملكية بالجبيل. اهتمامك بشؤون منسوبي الهيئة الملكية للجبيل مهما صغرت مثار إعجاب الجميع. لقد استطعت بمهارة الخبير أن تربط أفئدة منسوبي الهيئة الملكية بالجبيل بها حتى أصبحت جزءا منهم. لك و لمديري الادارات امتناني بمواساتكم الكريمة
4- سعادة الدكتور / خليفة بن سباع الخالدي. مدير كلية الجبيل الصناعية. وقوفكم وأعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية والطلاب معي جسد روح الأسرة الواحدة التي زرعتها بين موظفيك وطلابك. لكم جميعا ً امتناني وتقديري.
5- سعادة محافظ رياض الخبراء الشيخ / حسن السلطان. الشيخ / عبد الله العنزي. سعادة الأستاذ/ عبد الله الشايع عضو مجلس منطقة القصيم. أهالي مدينة رياض الخبراء. وقوفكم بجانبنا لا توفيه الكلمات. لكم منا الدعاء.
6- الأستاذ / صالح علي الحميدان مدير عام دار اليوم. مشاعرك الأخوية ومشاعر دار اليوم تستحق التقدير. تقبل امتنان الآسرة. رحم الله والديك وبارك لك في أبنائك.
7- الاسرة الأدبية. مواقف الشعراء والكتاب من فصحويين وشعبيين في الصحف والمجلات أو عبر مواقع ( الإنترنت ) يدل على شفافية وإنسانية أصحاب المفردة. الانتماء لك برفقة هؤلاء المبدعين شرف يستحق المباهاة. للجميع امتناني وشكري.