DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

وهف

وهف

وهف
أخبار متعلقة
 
كيف تقدم أبناءك للآخرين، وبماذا تعرفهم، وهل لاحظت طريقتك في ذلك التعريف من قبل؟.. اذا كنت لم تلاحظ فاقرأ اولا هذه الحكاية.. تقول احدى الاخوات التقينا بأسرة عربية وتولى كل من الام والأب مهمة التعريف بأفراد الاسرة وكان على رأسها فتاة قالت الام عنها وهي تخطو لمصافحة الضيوف.. شفتوا زينه ما احلاها.. زينه ست البنات.. جمال ودلال وعلم وبتفهم في كل شيء.. تخيل انك انت من يستعد ليصافح زينه لاشك ستتوقع ان زينه لم تأت بعد فذلك التعريف يوحي لك بأنك ستقابل طفلة في الثامنة أو العاشرة من عمرها ولكن زينه "يخزي العين" شابة انهت دراستها الجامعية وتتابع الام زينه تجيد اللغات وفنون الطبخ ولديها القدرة على تيسير كل صعب.. وهي.. وهي ويستمر التعريف بها وبصفاتها طوال الجلسة وزينه تزداد ثقة وإصرارا على البروز والنجاح والتميز.. ولكن ماذا عنا.. نحن ما ان تقبل ابنتنا على المجلس الا ونهرناها اذهبي بعيدا (وش يقعدك مع الحريم) واذا تساءلت احدى الضيفات عنها قلنا هذه "فطوم طلباتها لا تنتهي وليتها كانت بفائدة والله لا يأتي منها الا الخراب اما الولد "حمود" فنزيد على هذا اضعافا.. فهو المتسلط.. البذيءالذي يضرب اخواته طوال النهار.. وهو... وهو.. ولابد ان نختم تعريفنا بقول متكرر لا يوازيه في السوء إلا القمع الشاروني فنحن نقول بمنتهى البساطة والرغبة في اضحاك الآخرين على فلذات كبودنا "يامال الدقم" من دقم.. يدقم فهو مدقوم ويعيش الابناء مدقومين حتى اذا شبوا وجدنا الفتاة تخجل من متابعة أي شأن يخصها امام مجموعة من الناس فلابد ان تكون (الماما) بجانبها.. تتحدث عنها وتقول: (معليش هي تستحي) أو تقول الاسوأ مثل (معليش هي مادبر نفسها) اما الفتى فهو بين امرين احلاهما مر فاما ان يكون خجولا متواريا أو مقداما متبجحا. حكاية زينه وفطوم وحمود ذكرتني بنكتة مضحكة مبكية تناقلناها منذ سنوات واعذروني ان لم اذكرها صحيحة تقول النكتة: "ان ثلاثة اشخاص مصري وسوري وسعودي معا طلب المصري من زوجته ان تقدم له الحليب قائلا: هاتي اللبن يا عسل، وقال السوري هاتي الحليب ياقشطة، وقال العزيز الغالي: هاتي الحليب يا بقرة" ولأن النكتة تولد من رحم الحقيقة بسخرية مرة نقول للأسف هذه هي الحقيقة وحتى لا يثور ثائر ما أو (ثور.. ما على الطريقة السعودية) نقول ان الألطف الشائع هو ان يقول: يامره.. أو يابنت اما كلمات التحبب والتملح فهي نادرة على الستنا جميعا المرأة والرجل. ولو عكسنا الامر قليلا لسمعنا المرأة المصرية تقول حاضر يا حبيبي أو من العين دي قبل العين دي وتقول السورية تكرم عينك ابن عمي أو تقبرني اما نحن فنقول لا ياشيخ.. قم جب لنفسك أم قم.. قم طحلك.. ولعل المقصود الطحال.. وبعد يبقى السؤال لماذا هذا الجفاف في المشاعر؟.. وما هذه القسوة التي حتى لو لم تدفع للكلام السيىء نجدها تخنق الملاطفة ولهذا اصبحت غريبة علينا لدرجة اننا نقضي اشهر لتعلمها والاعتياد عليها ان الامر لا يتعلق بتأثير البيئة الصحراوية والبحرية فكلنا في الهم واحد والذي يختلف فقط هو اللهجات التي ننطق بها. اعتقد ان الامر يشكل رقما هاما ومتقدما في قائمة مشاكلنا الاجتماعية الاتصالية وعلينا ان نحاربه لانه اذا كان هذا هو حالنا في بيوتنا فلا عجب اذا ان نتصف بالجفاف والغلظة في التعامل في كل مكان فلنبدأ من الداخل.