عندما يظهر في قضية ما، شاهد من اهلها، فإن حقيقة التهمة تكون ثابتة تماما على مقترفها، بل ودائما ما تغلق ملفات القضية وليس من داع لشهادة اطراف اخرى فيها ولان المجتمعات في الغالبية ظالمة تبتغي للبراء العنت فان هذا لا يكون الا في الشهادة السلبية في القضية والتي تكون في غالب الامر ضد براءة المتهم وليست في صالحه، ولكن ماذا لو كان هذا الشاهد سيشهد لصالح قضية ما او سيثني على انسان مامن افراد اسرته هل ياترى ستقبل شهادته ويثني المجتمع ايضا على هذا الفرد.. اكاد اشك في ذلك ولكن ياترى ما الذي يمنعنا من التجربة وما العقل الا وليد التجارب وهانذا اليوم وتحقيقا لرغبة دفينة سأكون شاهدا من اهلها، ولكن والحمد لله في الجانب الايجابي لا السلبي وسأثني على صفحة من صفحات الجريدة كانت ولاتزال تلفت انتباهي وانتباه كل فرد يجري في ذرات دمه قدر من "بروتين الانسانية" والذي للأسف يوشك ان يتلاشى وجوده في عالم المادة ولكنه ابد الدهر لن ينقرض لانه مطلب يضمن للإنسان حياة نفسية هادئة عندما تشعر انك تفعل ما يرضي عنك الاله.. الصفحة هي "احتياجات خاصة" التي يعدها الاستاذ: يوسف القضيب.
وبما انني بنت صحيفة "اليوم" فقد تكون شهادتي لها مجروحة ولذلك اترك لكم الحكم. هذه الصفحة تعنى بشؤون المعوقين من افراد المجتمع الذين كتب الله عليهم ان يكونوا ذوي قصور ما في جانب من جوانب بنائهم الجسدي او العقلي وان يكون جزء من اعضائهم الظاهرة او الباطنة قاصرا عن اداء وظيفته الطبيعية ومع ذلك سعت الجهات المختصة بالتعاون مع اجهزة الدولة المختلفة لتأهيلهم تأهيلا خاصا يجعلهم يتفوقون في مجالات عدة على اعاقتهم النفسية التي تكون في اغلب الحالات تبعا لاعاقة الجسد. هذه الصفحة بالذات يجب ان تكون محل اهتمام فئات المجتمع على اختلاف مشاربهم وخاصة الاثرياء منهم وذلك بمد يد العون للجمعيات وللصفحات التي تتبنى الاشراف على مثل هذه الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم الرعاية التي تشعرهم بانسانيتهم وانهم عامل بناء لاهدم في مجتمعاتهم المحتاجة لخدماتهم ولعونهم في بناء انفسهم.. ان مثل هذه الصفحات لهي ضرورة في كل صحيفة لتوصيل مطالبهم وبث اخبارهم وطرق العناية الشاملة لهم وبهم ولفت انتباه الاسرة لملاحظة صحة الطفل النفسية والبدنية منذ البدء لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي كانت في الماضي تمثل عبئا ماديا ونفسيا على اسرة المعاق الذي يعاني هو الامرين بسبب إعاقته التي لاذنب له في وجودها ولكنها امر الله.
إن صفحة احتياجات خاصة في صحيفة "اليوم" لهي من الصفحات التي تفخر الصحيفة بوجودها ضمن صفحاتها المتخصصة في جانب ما من رعاية الصحيفة للجانب الانساني الذي تفخر صحيفتنا ونفخر نحن معها بكونها سباقة الى مد يد العون والمساعدة لمن اضطرته الظروف للانتماء لهذه الفئة التي كانت فيما مضى من زمن مجتمعنا تندرج تحت مسمى عاجزين اما الآن ومع وجود مثل هذه الصفحات التي تعنى بأخبارهم وبمطالبهم وتوصل اصواتهم الى المسئولين المهتمين بالشؤون الاجتماعية فقد تلاشى تماما مسمى عاجز ولابد ان تحل محله كلمات مفعمة بالأمل.