في المنطقة الشرقية احدثت اللقاءات الاولى في منافسات كأس الراحل الامير فيصل بن فهد لكرة القدم حالة من الانتشاء الجماهيري وفورا من الاثارة القت بآثارها على مجالسها ومجامعها ومنتدياتها الرياضية.. وعادت "سوالف" أهل "الطنازة" تشتغل بالتبادل من جديد!.. ويا خوف المتابع من نشوة المنتشين!.
تلك الحالة لها ما يبررها.. رغم ان ظروف المسابقة مختلفة.. فالنصيب جمع من كل اعنف روح تنافسية زوجين اثنين!.. ليقرن بين قطبي الشرقية في اول ظهور لهما معا من جديد بعد لم الشمل بالتأهل القدساوي، ويزيد من التهاب المناسبة.. احتواء المجموعة اقطاب الوسطى الاربعة!.. والى ذلك من اسباب مثيرة للجماهير الرياضية في الشرقية ان يجد الاتفاق والقادسية على غير انتظار فرصة نفسية واعلامية لتلميع الذات، وكسب اجواء محفزة لبداية الموسم، وتسديد شيء من فواتير بعض الفرق.. وتحديدا قبل بدء جولات النقل الثقيل المتمثلة في دوري خادم الحرمين الشريفين غير المقننة بأية ضوابط عمرية او تصنيف مساعد لفرق الوسط!..
طبعا مهم ان تبدأ مشاركتك في أي منافسة بأسهل الكيفيات الفنية الممكنة.. لتتمكن من مخاتلة منافسيك ومراقبيك ونفسك غير الواثقة بالبروز شيئا فشيئا نحو تحقيق الغاية التي من دونها تتكثف ضبابية الاحتمالات بسبب تسلط المنافسين (على كعك السوق)!.
ومن الواضح ان لدى القدساويين افضل مما كان يتوقع لديهم مع التحفظ على الاسلوب الفني في اعداد وادارة الفريق قبل واثناء المباريات.. اما الاتفاقيون في تقديري فهم الابرز والاطعم والافضل والاوفر حظا في طريق المنافسة الجارية حتى الان.. غير ان اختلاف ظروف المنافسة مع استمرار تعثر النصر وخطوطه المشغولة من جهة، واستمرار معاناة الهلال من اعراض حمى مرض "كولومبيا سونج" من جهة اخرى.. تحتم على الاتفاقيين التزام الحذر من المبالغات.. ولا بأس من استمرار سياسة القبلات على بعض الرؤوس التي اينعت (!!).. ولكن لا اكثر من ذلك.. فالموسم بحاجة الى نفس طويل.. يجب الا يستهلك في هذه الايام.. ولان الموسم طويل والشتاء على الابواب.. لابد من التنبه لكل المخاطر ومنها مخاطر السير في الاجواء الممطرة.. خاصة المطر الاعلامي المنهمر بغزارة رغم ان الدنيا صيف، ولم يصل الفريق بعد الى شيء يعتمد عليه تاريخيا.. وهناك حقائق تستلزم التنبه لها ولمعادلاتها.. فلا ينبغي ان نتجاهل مثلا حقيقة تقلب مستويات المنافسات في هذا الموسم والشروط الصعبة المترتبة على ذلك.. خاصة الوضع بالنسبة للاتفاق بالذات يحتاج الى صيانة متواصلة للحالة المعنوية لجمهوره العائد مع عودة الاسماء الادارية الجماهيرية القديمة، واكثر مع بشائر ما تحقق حتى الان من النتائج المكسوة بطبقات من "الشيكولاتة" المثلثة والمربعة وبعض الحشوات المهيجة للتفاؤل!..
نعم الوضع الاتفاقي هذه الايام هو افضل وضع من نوعه في محيط فرق مجموعته، ويستأهل (ما جاه).. الا ان هذا يفرض على الفريق وادارتيه الفنية والادارية وادارة النادي الكثير من المتطلبات غير السهلة للمحافظة على مستوى الانتعاش الجماهيري، ومن ثم دفع نجاحات الفريق من مرحلة الى اخرى نحو اكتساب الثقة والانطلاق بجرأة الى مواصلة الثبات امام المنافسين تحت اي مستوى تمثيلي كان.. والفرصة مواتية لاستمرار الاتفاق.. فهل يستمر؟!.. هذا هو السؤال الذي يجب الا تمحوه اي نتيجة فورية عن الاستمرار في احسان صنع الاجابة المستقبلية عنه!.
ويبقى واحد من اهم اسباب حالة الانتعاش بين جمهور كرة القدم في المنطقة الشرقية ـ بلا شك.. هو عودة القادسية الى الاضواء الممتازة التي حركت كل اسباب التحفز في الجزء الشرقي لمنافسات كرة القدم المحلية.. الا ان من الحكمة التأكيد على ان الفريق ربما احتاج بعض الوقت ليتمكن من تأهيل عناصره الى المستوى الذي يساعده على الاستمرار وان لم يكن من الظاهر ان الفريق يملك ما يجعله مؤهلا لتحقيق اكثر من البقاء لموسم آخر ضمن الفرق الممتازة.. هذا ان لم يصب بحالة انفلونزا تجعله يتخلى حتى عن تحقيق ذلك الهدف!.. اما ان تحقق ذلك فهو هدف مرحلي مقبول.. غير انني اخشى ان يفتقد في اي مرحلة ما يكفي من الجهد الاداري الذي يحافظ على عدم فتور اندفاع الفريق وحماسة لاعبيه وروح التفاؤل التي سادت معظم لقاءاته الماضية.. وارجو ان يكون لدى بعض القدساويين المتفائلين بشكل افضل للفريق في فترات هذا الموسم كل الحق في تفاؤلهم.. وسأنضم اليهم مؤقتا وادعو ايضا الى ترقب الفريق ومتابعته وعدم التسرع في اطلاق الاحكام عليه، والتريث حتى تتجلى الامكانات الحقيقية للاعبيه ليمكن التحقق من سقف قدراته وليس طموحاته فقط.. وبصراحة.. ليبقى المتأني منكم في المتابعة و"العجلاني" يمشي!.