عزيزي رئيس التحرير
والدي رجل تجاوز السبعين من عمره حفظه الله وامده بالصحة والعافية له مع السيجارة صحبة وعشرة قديمة منذ ايام شبابه.. اي اننا لم نع في هذه الدنيا الا والسيجارة بين يديه تصاحبه في كل وقت.. الفنا ذلك المنظر والفنا دخانها المتصاعد في اجواء المنزل.. ومع ان احدا منا لم يرث تلك العادة ولله الحمد الا اننا تعودنا على سيجارة ابي رغم تذمر اخي الاكبر دائما.
وقبل حوالي ثلاث سنوات اصيب والدي رعاه الله بوعكة صحية الزمته الفراش لعدة ايام.. وبعد ان شفاه الله واستعاد صحته فاجأنا جميعا ودون تدخل من احد بقطعه للتدخين..
سعدنا جميعا بهذا الخبر الجميل.. الا انني سألت والدي سؤالا لابد منه.
ما الذي جعل والدي يترك السيجارة بعد رفقة دامت عشرات السنين؟
وكيف استطاع ان يتركها فجأة وبلا عودة ودون ضغط او اكراه من احد؟
فاجابني ابي بجوابه:
انها الارادة بلاشك فمهما كانت الصعاب والمغريات التي تقف في طريق الانسان فانه يستطيع ان يذللها بارادته وعزيمته وتوكله على الله تعالى ثم الشجاعة.. نعم الشجاعة في العدول عن اعتقاد خاطئ او تصرف خاطئ كالتدخين مثلا بعد كل هذه السنين وان لم يكن لنا مايكفي من العمر لنتعلم من اخطائنا فانه لابد ان يتعلم منها غيرنا.
ولا اقول ان اثار التدخين تلاشت من حياة والدي الصحية ولكن لكم ان تتخيلوا ماحدث خلال ثلاث سنوات او تزيد من تحسن واضح في صحته.
بدءا بالسعال الذي فارقه وشهيته للطعام التي تغيرت نحو الافضل وانتهاء بلون بشرته الذي صار نضرا ينعم بالعافية ولله الحمد.
وانا عبر هذه السطور اوجه لوالدي العزيز تحية خاصة عابقة بكل الاحترام والحب والتقدير والدعاء له بان يحفظه الله ويرعاه هو وجميع من يقرؤون هذه الكلمات.. يارا احمد