على الرغم من وجود مغالطات ومفاهيم خاطئة اودعت في عقول بعض شبابنا وأودت بهم للهاوية والمكاشفة حين قدموا للاعترافات بما ارتكبوه من دسائس افكار غرر بهم من اناس ادعو العلم والمعرفة (اليوم) استطلعت آراء المشائخ والعلماء والقضاة بالمنطقة الشرقية الذين اكدوا اهمية تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تبث من افكار مستوردة يجب التصدي لها بكل قوة لانها تؤدي الى افساد وفساد المجتمع برمته مطالبين تكاتف الجميع من الاسرة والمدرسة والمجتمع بأكمله لمواجهة التحديات التي تواجه بلادنا.
آلية لتصحيح المفهوم الخاطئ
يقول الشيخ عبدالرحمن محمد الرقيب رئيس المحاكم الشرعية بالشرقية المساعد: إن الاخطاء التي ارتكبت والجرائم جاءت اولا نتيجة فكر خاطئ وعندما نريد اصلاحه يجب علينا اتخاذ الآلية المناسبة وهي اتخاذ العلم الشرعي الصحيح وتلقيه من أصوله عبر الكتاب والسنة عن طريق العلماء والاساتذة في المدارس والجامعات ويبقى كذلك دور الاعلام في تصحيح المفاهيم الخاطئة ومتابعة الشباب وعدم تركهم يذهبون ويلجأون الى من لا يعرفون فكرهم ونهجهم ولذلك يتم التقاء بمنظرين لهؤلاء والاخذ عنهم ودراسة ما يكتبون.
واضاف الشيخ الرقيب انه توجد بذرة للفكر الخاطئ لتكفير الكل من الحكومة والعلماء والشعب وهذا لم يأت من فراغ بل من فكر خاطئ حيث كان ما يثار حول المناهج وبعض العلماء لديهم انغلاق مما يتم التجني عليهم كان ما يدرس ويتلقاه شبابنا في مدارسهم من عشرات السنين لم ينتج من جنوح للفكر ولا وقوع للجرائم وانني اعتقد ان هذا فكر مستورد او فكر خاطئ كان مدفونا ونسي ووجد من ينميه ويغذيه ويدعو له وبالتالي حصلت هذه المسائل وانني ادعو الاساتذة في المدارس للمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية وخاصة معلمي الابتدائية الى الاهتمام بالناشئة واختيار معلمين اكفاء بفكرهم السوي والمعتدل لانه سيخرج لنا اناسا صالحين معتدلين بالفكر والتصرف ومرتبطين بعلمائهم كما ادعو الشباب الى عدم الاخذ من علماء لا يطبقون الكتاب والسنة فالشباب الذين وقع عليهم الجرائم كانوا قد اخذوا بهذا الطريق بالفهم الخاطئ ولذلك وجد من استغل سنهم وحداثة سنهم مشيرا إلى اهمية مراقبة الاسرة ومتابعتها لابنائها وبيان الحق لهم وما يجب عليهم من حقوق للآخرين فهم مسؤولون عن ابنائهم كما يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)!
فالأب مسؤول والداعية.. ولاشك ان المتابعة لولي الأمر مهمة جدا لاسيما وان البعض يتغيب ابنه اكثر من شهر أو اسبوع دون محاسبته او السؤال عنه فهذا أمر لا يقبله عقل لان هناك من ينسى دوره لان الشاب ينشأ من هذه الاسرة إن كانت صالحة ام فاسدة وانني في الختام ادعو من يريد علاج الفكر الموضوعي المبني على الكتاب والسنة واقوال العلماء وان من يظهر خطأه وفكره يجب ان يصححه ويقومه لان مبادئ الشريعة والحدود الشرعية لم تقم إلا على تقويم الناس. ودعا الله ان يحفظ هذه البلاد من الشرور والفتن.
عثرة المخطئ ان يعود لصوابه
وفي هذا السياق يضيف الشيخ سعد الصقر القاضي بالمحكمة الشرعية بالدمام ان حكومتنا الرشيدة ايدها الله حريصة على مصلحة مواطنيها والبحث عن كافة السبل التي تقبل عثرة المخطئ اذا اتضح رجوعه للصواب وكم هي فرصة لكل مسؤول حينما يسمع هذه الاعترافات التي تنم عن ندم من غرر بهم على القيام بالتفجيرات وغيرها من الاعمال لما فيها من اضرار للبلاد نسأل الله ان يهديهم الى سواء السبيل.
علماء بالسر ونصيحة بالخفاء
ويقول الشيخ سعد البديل القاضي بالمحكمة الشرعية بالدمام إن الاعترافات التي قام بها هؤلاء بينت لنا انهم اخذوا العلوم والمعارف من مشائخ غير معروفين لم يتبعوا التعاليم الاسلامية الصحيحة ولم يكن هناك توجيه وحث ومشورة من آبائهم لذلك اعترفوا بان الجهاد اصبح واجبا عليهم, حيث كان كل مادار معهم في كامل السرية والخفاء مما ينبئ بوجود الخطر, ولكن ولله الحمد عندما رجعوا وتبين لهم الحق ومن على شاكلتهم سررنا بذلك لان الاسلام واضح وصريح وعليهم ان يتقوا الله, لانه لا يمكن اخفاء أي سلوك او دعوة فالمشائخ معروفون بصلاحهم أما غيرهم فمجهولون يحاولون اعطاء التعليمات بالسر وليست لديهم رغبة بالاصلاح فان ذلك يأتي باظهار التأثير لمن غرر بهم وبالتالي يأتي العداء للدولة ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا يرجعنا الى اهمية ان نحب لغيرنا ما نحب لانفسنا كما قال - صلى الله عليه وسلم - (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه) وكذلك لاهمية النصح وارادة الخير.
نسأل الله ان يصلح كل سلوك خاطئ ويهدينا إلى كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - .
الرجوع للعلم الشرعي الموثوق به
ويبين الشيخ احمد راشد العصيمي القاضي بالمحكمة الشرعية بالدمام انه ليس كل من نصب نفسه شيخا اخذ منه لاسيما وان الرجوع للعلم الشرعي الموثوق به امر ضروري وهام لان هناك اشخاصا لايقبلون النقاش أو الاخذ بالدليل للفتوى ويقولون انهم من طلبة العلم, فهذا يتطلب الالتفاف حول العلماء والابتعاد عن الضلال.
واضاف انه يجب على الانسان ان يحرص على تلقي العلم من اهله وان يأخذ الصحبة الصالحة واذا ما اشكل عليه امر يرجع لاهل العلم ويتبع الحق في كافة امور دنياه وآخرته.
مفاهيم خاطئة
وفي هذا الجانب يقول الشيخ صالح الغفيلي إمام وخطيب جامع انس بن مالك بالدمام ان هذه الاعترافات تدل على وجود مفاهيم خاطئة تلقاها هؤلاء من اناس ادعو انهم علماء ومشائخ يريدون من خلالها زعزعة أمن هذه البلاد ولذلك كان في مجمل تلك الاعترافات الرجوع الى الحق والصواب وهو من سمات المسلم الذي دائما يرجع الى ربه ويتوب اليه عندما يشعر بالخطأ حيث كان لدى البعض من هؤلاء الشباب ندم وحسرة على ما دس بافكارهم ويحمدون الله انهم لم يقوموا بقتل أي شخص لانهم يعرفون عقوبتها عند الله, ولكن الله حفظهم وابعدهم عن الوقوع في مثل هذه الجريمة ومكن حكومتنا الرشيدة من السيطرة والقبض عليهم وتفتيت هذه الخلايا.. نسأل الله ان يحفظ بلادنا من الشرور والفتن والضلال انه سميع مجيب.
وقال الشيخ عبدالله العتيق إمام وخطيب جامع الغيل ان الشباب هم عماد الامة فيجب تأهيلهم وتثقيفهم دينيا وعلميا بالشكل الصحيح حتى لا يكونوا صيدا سهلا للمنحرفين عقائديا وفكريا يوجهونهم لتنفيذ افكارهم الشيطانية ضد هذا البلد المسلم الطاهر بالتفجيرات والقتل الجبان وترويع الآمنين في أطهر بلاد المسلمين وبلاد الأمن والآمنين وبهذه المناسبة احث العلماء والمشائخ وائمة المساجد على شن حملة متواصلة لتحذير الناس وتبصيرهم بكل ما يضرهم ويضر بلدهم والتعاون مع رجال الأمن لمكافحة هذا المرض الخطير مرض الارهاب.
يجب الرجوع إلى علمائنا في كل شيء
استنكر عدد من طلاب العلم الشرعي انحراف بعض الشباب فكريا ودينيا واتهام المشائخ وولاة الامر اتهامات باطلة كما استنكر طلاب العلم الشرعي التغرير بالشباب عن طريق الجهاد واتهام الناس بالكفر جزافا.
بداية قال الطالب حمد راشد الجندول: إن انحراف بعض الشباب وفهم الدين الاسلامي بشكل خاطئ وفهم الاحاديث والآيات على طريقتهم الخاصة دون الرجوع الى العلماء لهو البلاء والانحراف الخطير الذي يضر بالاسلام والمسلمين في كل شيء.
كما قال الطالب حمدان الحمدان إن هؤلاء الشباب المغرر بهم وقعوا في البلاء والشر لانهم لم يفهموا الدين بشكله الصحيح ولم يرجعوا الى علمائنا ومشائخنا للحوار والاستفسار حتى لا يقعوا في التفجيرات والقتل والدمار والسفك والخراب.
اما الطالب محمد عبدالله الدوسري فقال: ان الانحراف في الاسلام يقع في كل زمان ومكان ولكن يجب على علماء الامة والمشائخ التصدي لمثل هذه الافكار والانحرافات بالنصح والارشاد.