لاشك ان الاستقبال الرائع الذي شهدته جدة مساء امس بين سمو الأمير نايف والمواطنين في هذا البلد المعطاء ترسم صورة جديدة وواضحة لعمق التلاحم الكبير بين القيادة والشعب، فالاستقبال الذي حدث لسموه بعد عودته من رحلته العلاجية لا ينم الا عن هذه الحقيقة المماثلة للعيان، والتلاحم بطبعة ليس جديدا وانما هو غرس طيب من غراس مؤسس هذه الدولة وباني قواعد نهضتها الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ في اشباله الميامين الذين شبوا على تعميق الصلة القائمة بينهم وبين افراد هذه الامة، فجاءت صور التلاحم لتعزز تلك الحقيقة القائمة، فلسموه في قلوب المواطنين في هذا البلد مكانا خاصا يفيض بمشاعر الولاء الصادقة والمحبة العميقة، فهو رمز اساسي من رموز الامن والامان في هذا الوطن، فقد كان ابناء هذه الامة يتطلعون بشغف وشوق ووله الى عودة سموه الى ارض الوطن وهو بكامل عافيته وصحته، وحمدوا المولى الجليل ان حقق امنيتهم الغالية في عودته الميمونة ليعاود نشاطه المعهود تكريسا لاعماله المتواصلة من اجل امن هذا الوطن وامانه، وادخال الطمأنينة الى قلوب مواطنية، فلا يختلف اثنان على ان المملكة اضحت مضرب مثل في امنها وامانها، وان نسبة الجريمة فيها تعد ادنى نسبة مسجلة بين شعوب العالم، وتلك حقائق مستقاة من احصائيات دولية غير قابلة للتشكيك، وقد تحقق هذا الانجاز بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل مساعي القيادة الرشيدة وبفضل رجالات امن حققوا السياسة الامنية لهذا الوطن بكل اخلاص وجدية وتفان وعلى راسهم نايف بن عبدالعزيز فهو رجل عرف بمشواره الطويل لتكريس مبدأ القيادة الرشيدة في الحفاظ على امن هذا الوطن وتكريس اسباب استقراره ونموه. وخطواته مشهودة وفاعلة ايضا من خلال جهوده المثمرة التي امتدت الى خارج حدود وطنه فأثمرت التوقيع على عدة اتفاقات امنية بغية الوصول الى تكامل امني مطلوب سواء بشكله الاقليمي او بشكله العربي الشامل، او بشكله الدولي حيث ان المملكة بغية تفعيل سياستها الامنية طالبت ومازالت تطالب بقيام استراتيجية دولية لمكافحة الارهاب، وجهود سموه واضحة في هذا المجال، اضافة الى جهود مثمرة اخرى قام بها لتكريس مبادئ الامن العربي الشامل على راسها مشروع الاكاديمية التي حملت اسمه للدراسات الامنية وقد ساهمت بجدية في وضع الاسس والقواعد الكفيلة بنشر الامن في جميع الاقطار العربية وازاء هذه الاعمال الجليلة التي قام ويقوم بها جاءت روعة استقبال سموه بعد عودته من رحلته العلاجية لترسم مكانته الكبرى في قلوب هذه الامة، وفي قلوب العرب اجمعين.