الكلمة التي وجهها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز للمواطنين أمس الأول، يمكننا اعتبارها وثيقة تأكيدية على الثوابت الوطنية التي تسير عليها هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ من حيث مراعاة خصوصية المجتمع السعودي التقليدية وسط تيارات التصارع التي تجتاح العالم.
أولى القراءات كانت التركيز على الوحدة الوطنية التي يجب أن تكون هدفا وغاية، وأن الإصلاح وسيلة لا يمكن أن تكون سببا في تهديد هذه الوحدة بين أبناء الوطن الواحد بمختلف تياراتهم وتوجهاتهم.. وهو الأمر الذي قام على أساسه الحوار الوطني الأخير بمشاركة جميع فئات المجتمع.
ولعل تأكيد سموه على أنه لا يمكن أبدا المساس بالعقيدة الإسلامية باسم حرية الرأي، إشارة هامة إلي أن الإصلاح لا يعني أبدا القفز في الظلام أو المغامرة الطائشة على حساب أولويات المجتمع واحتياجات المواطنين.
ـ التدرج الهادئ.. شعار المرحلة إذا..
ـ والحكمة في التعاطي والمعالجة أداة للتعبير بعيدا عن التشنج والتعصب.. والمزايدة.
ـ والوسطية والتسامح هما المنهج الذي نسير عليه وسط بحر العواصف والأنواء المتقلبة.. وهما أيضا ما وصفه سموه بـ(سبيل الوسطية التي لا تفرط والاعتدال الذي لا يميل).
لكن التحذير الأهم والصريح هو أنه (لا مجال في مجتمعنا لمن يكفِّر أو يثير الفتنة) فالتكفير نوع من العجز عن مقارعة الحجة، ونوع من السلبية الفكرية في مواجهة الآخر أيا كان، والفتنة أشد من القتل وباب شر يفتح الويلات على أي مجتمع.
يأتي دور المواطن، الذي عبر عنه الأمير عبد الله بصراحة شديدة بقوله "إن كل مواطن مؤتمن حتى يثبت العكس لا سمح الله" كأوضح رسالة تنبهنا إلى الدور الحقيقي للمواطنة الحقة، التي يكون فيها المواطن موضع ثقة ومفتاح أمن وأمان ضد كل الدعوات والمغامرات الطائشة.
