DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خليل الفزيع

خليل الفزيع

خليل الفزيع
خليل الفزيع
أخبار متعلقة
 
عند الحديث عن الغلو وما يفرزه من تطرف، لابد من الاشارة الى عامل آخر من عوامل التطرف هو البطالة،وماقد ينجم عنها من انحراف في بلد يعج بالعاملين من جميع الجنسيات، بينما تتفشى فيه البطالة بشكل ينذر بالخطر، وهي في تفاقم مستمر، نتيجة عدم توفر فرص العمل، اضافة الى تناقص نسبة المقبولين من خريجي الثانوية العامة في الجامعات وكذلك عدم وفرة وكفاءة المعاهد الفنية لاستيعاب البقية الباقية من اولئك الخريجين الذين لم تقبلهم الجامعات. فأين يذهب هؤلاء الذين تحتضنهم بؤر الفساد الاخلاقي او الفكري اوالعقدي؟ لتفرخ منهم المتطرفين والارهابيين والمفسدين في الارض وكلها مسالك تقود الى الظلام وتؤدي الى الأضرار بالدين والوطن. فالبطالة هي التي تقود الى الفقر وهو الضلع الأعوج في ذلك الثالوث الاكثر عداء للانسان (الفقر - الجهل - المرض) وربما كان هذا الفقر هو المساعد على تفشي الجهل والمرض في اماكن كثيرة من العالم, لذلك لا يمكن الحديث عن التطرف بمنأى عن ظاهرة البطالة التي تجر معها ويلات لا يعلم نتائجها الا الله. ان الجهود المشكورة التي يعلن عنها لمحاربة البطالة بين أونة وأخرى وفي مناطق مختلفة من بلادنا, هي أشبه ماتكون بالمسكنات التي لا تقضي على الداء ولكنها تؤجل نتائجه, وما تحتاجه هذه الظاهرة ليس اهتماما مرحليا بل دائما ووفق استراتيجية وطنية تركز على تأهيل الشباب لما يحتاجه سوق العمل, فليست العبرة في عدد الخريجين من الجامعات او المعاهد الفنية, بل في مدى الاستجابة لما يتطلبه سوق العمل, وفي تصوري ان تطوير المعاهد الفنية وزيادة اعدادها, اجدى من التوسع في التعليم الجامعي, وفي تخصصات لا يحتاجها سوق العمل. ان نسبة كبيرة من العمالة الوافدة تفتقر الى الخبرة, وتجد فرصتها الذهبية للتدريب على حساب المواطن حتى أصبحت بلادنا اكبر ورشة تدريب للأجانب في العالم, فأين المواطن كل ذلك بل أين المسئول؟ لم يعد التعليم وجاهة بل وسيلة للحصول على وظيفة تبدو بعيدة المنال, فليكن التعليم اذن مستجيبا لما تحتاجه الوظيفة ليس إلا. وعندما يرتكب المتطرف أي عمل جنوني, فانه لا يفكر في العواقب فليس لديه ما يخسره, وهذا مبرر اكثر جنونا, ولا يمكن عقلنته الا بتوفير الحياة الحرة الكريمة التي تقطع دابر الشر, وتحمي المجتمع والوطن من ويلاته.