.. مهما نأى النيزك وتوارى في الفضاء السحيق إلا أنه يبقى تكوينا سمائيا عظيما، وعند سقوطه الأخير يتوهج ليشق ظلام الفضاء بأنوار الرحيل..
وكان سليمان ابراهيم الحسون تصويرا لرحيل الأفلاك، رغم كبر مكانته ورفع مقامه بقي خجولا متواضعا متواريا، إلا أن رحيله فضح هذا التواري والخجل ليسفر للمرة الأخيرة عن الحقيقة الكبرى لما كان عليه بالفعل.. فالحقيقة، مثل النيازك، تلمع ولو بعد حين..
لم نعهد الحسون نجما على الصحف، ولم نعهده متصدرا الصوالين والحلقات، أمضى حياة ثرية دثرها غطاء أكبر قيمة وأعظم ثراء هو تواري الكبار، وخجل الشجعان.. لذا، ما حاولت اخفاؤه طبيعته، أسفر عنه الموت، تحيةً لموكب الرحيل لرجل عاش يصدر الضوء.. لتشيعه الأضواء.
من الصعب أن تحكم على إنسان لم تعرفه عن قرب، ومن السهل أن تثبت المشاهد، وهي أكثر صدقا وتأثيرا من أي دليل..