التاريخ وحده سيكون منصفاً..
والتاريخ أيضاً سيكون جلاداً لا يرحم الجبناء أو الملفقين أو الأفاكين وأصحاب الهوى..
نقول ذلك، بثقة ونحن نرى ونطالع باستمرار هذا القيء المتواصل مما تبثه سموم الدعايات الغربية التي نجزم بأنها فاقت أساليب الدعاية النازية واستراتيجياتها المحمومة.. التي تتسابق عليها بعض وسائل الإعلام الغربية، وتراهن على أنها وحدها من يملك مفاتيح الحقيقة وأسرارها الخفية في عالم الكاوبوي والهوليجانز وقراصنة الفايكينج!
نفهم جيداً أن نجاح أي برنامج فضائي عربي يكون بالتالي على حساب المملكة، وكلٌّ يعطي نفسه في الحديث والتحليل والشجب والإدانة والاستنكار وغيرها من المفردات التي باتت أكثر سخفا مما قبل، ونفهم أيضاً أن الرموز دائما ما تكون عرضة لأحجار الصبية والعاطلين ممن لم يجدوا متنفساً للتعبير عن حجم المكبوت داخلهم.. ونفهم أيضاً أن هذه الأحجار تعبر عن انتهازية غبية، تستثمر حدثا ما ليكون الطابور الخامس أكثر عدوانية من صناع قراره ومموليه وأرباب نعمته.
إحداهن أطلت علينا بالإنجليزية في صفاقة ـ للأسف عبر فضائية عربية ـ وهي تمتطي ملامح النيويورك تايمز، لتهاجم المملكة وأنظمتها التعليمية والقضائية والسياسية، في حديث نعتبره دستورا للكذب، ويفتقد أدنى معايير الحياد أو الموضوعية على الأقل لإقناع المشاهدين بالتزوير العلني، لكن المهم أن ذلك أفصح ليس عن النوايا ولكن عن استراتيجية طويلة المدى يتبعها (غربان) التطرف في الإدارة الأمريكية، فالمسألة أبعد من مجرد تغيير نظام سياسي، وأبعد من الدفاع عن (الديمقراطية وحقوق الإنسان)، وأبعد حتى عن مجرد الحفاظ على المصالح.
المسألة محاولة صريحة للاستعداء وايجاد أجواء عدائية بين الأمم والشعوب التي خلقها الله لتتعارف وتتواصل، لا أن تنتظر مبعوثا للعناية الشيطانية مثل ريتشارد بيرل أو جودي ميلر ليفرض عليها طرق الهيمنة والقهر والاستعباد.
