الطبيعة الانسانية ميالة بطبعها وفطرتها للحوار، ومن مبدأ (نصف رأيك عند أخيك) وقاعدة (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) (وللبحث عن الحق ولزوم اتباعه) ولتحقيق هدف نبيل وجني ثماره جاء الحوار ولكن بشروط اهمها الايجابية وجاذبية الموضوع واحترام الرأي الآخر وعدم اسقاطه وعدم انتهاج الحوار التعجيزي والمعاكس والعدواني والبرج العالي الذي ينتهي بلا فائدة ويسبب الاحباط او حوار المناورة بالتفوق في الالفاظ والاساليب لاثبات الذات لا للصالح العام، او انتهاج حوار الطريق المسدود او الاسلوب المزدوج، او التسفيهي الالغائي الذي يسفه اي رأي بل يحاول الغاءه وكذلك الاستفزاز والانفعال وكلها تنتهي بلا فائدة كما نشاهده في البرامج الكلامية في بعض الفضائيات وما ينتج عنه من ردود افعال تصل احيانا لدرجة الشتم والاتهامات ويتحول الحوار الى جدال لا داعي منه، تعصب فكري وانحسار في مجال الرؤية واستخدام لغة حوار تجمع كل سلبيات الحوار (كل ما عداي خطأ) او (وعكس دائم) مما يسبب الاحباط ليس للمتحاورين فحسب بل حتى للمشاهدين، ناسين الهدف الاساسي للحوار. وهناك حوار خبيث اشبه بالسرطان ارجو ألا يصاب به احد خاصة الآباء والامهات والمعلمين والقادة والرؤساء ومديري الادارات، لانه اخبث انواع الحوار يلغي كيان وحريات اطراف على حساب اطراف اخرى ويعتمد على قاعدة (استمع وأجب ونفذ ولا تناقش او تفكر) اسلوب تسلطي استبدادي يهمش الشخصية وينتهج الاساليب الفوقية المحبطة للقدرات والابداعات مسببا الخنوع والقلق النفسي ومؤثرا سلبا على الكيان البشري والحقوق الانسانية. لا لحوار بهذه الطرق التي تعوق الحركة الصحيحة وتهدم ايجابيات الفرد والمجتمع والامة، ومرحبا بالحوار المفتوح الذي يرجو الوصول الى قرار واتفاق يوصل للهدف والحكمة والموعظة الحسنة التي لا تجرح المشاعر ولا ترهق الكرامة.