قرأت في (اليوم) دراسة عن التليفزيون الذي اعتلى كما تقول الدراسة منصبا هاما إذ أصبح يلعب دور الأب في الاسرة!! فأسترجعت في ذاكرتي المثل أو المقولة الشهيرة أو بيت الشعر لا أذكر (إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص!!) ولكم أن تتخيلوا ما شئتم كيف يكون الوضع؟! وتلك الدراسة لا أعتقد أنها جانبت الصواب من حيث احتلال التليفزيون.. المنازل .. أو العقول ولكن الشيء المؤلم هو أن يتحول هو الأب الملقي للنصح والإرشاد والتوجيه الباعث على الأمان في زمن بلا أمان فعلى الدنيا السلام.. ولها أن تنعي بما تبقى من أجيالها بالصوت والصورة وقد لا يلام بحق جيل (الدش) في أفعاله فالواقع يؤكد أن الإعلام العربي للأسف لم يؤد دوره جيدا في تقديم المعلومة والنصح والتوجيه والبناء والدليل غياب الوعي لدى الشباب بقضايا الأمة بسبب استقاء المعلومات من مصادر غير موثوق بها (غربية) واستطاعت سياسة أحمر الشفاه الطاغية التي ينتهجها الإعلام المرئي تجسيد الفكر القائم على إثارة الغرائز وهز الوسط قبل إنارة العقول.. التليفزيون وبكل جدارة استطاع إيجاد جيل فارغ ثقافيا حوارات مفككة ورؤية هزلية مبنية على التقليد الأعمى وضياع الهوية جيل (خليك بالبيت) فالذي لا تطاله يداك وقدماك سوف يصل لعينيك ويدمر عقلك قبل قلبك.. ولتصبح القراءة والإطلاع في خبر كان وتصبح مقدرة العقول على الفهم والإدراك ضئيلة وتبقى المكتبات يعتلي رفوفها الغبار بعد ما اضاع الشباب في صخب الإعلام الذي همش القراءة واحتل مساحتها بشكل أساء للقيم والعادات!! فكيف نوليه مسئولية الأسرة هذا سؤال للآباء .. والتربويين قبل أن نواصل الرقص.. على أنغام عربية مجهولة الهوية!!
نورة العتيبي