وقع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بمقر الهيئة أمس مذكرة تفاهم مع الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية الدكتور عبدالعزيز حامد أبو زنادة، لتفعيل التعاون بين الهيئتين في مجال السياحة البيئية في المملكة. وتنص المذكرة التي تأتي تنفيذا للسياسة العامة لمشروع تنمية السياحة الوطنية على تشكيل فريق عمل مشترك يضم مختصين من منسوبي الجهتين لمتابعة تنفيذ مجالات التعاون التي تضمها المذكرة.
وأكدت بنود مذكرة التفاهم على أن يقوم الجانبان بتحديد أنشطة السياحة المعتمدة على الطبيعة والسياحة البيئية في المناطق المحمية والمناطق المرشحة للحماية، والتعاون في وضع اللوائح التنظيمية والإرشادات العامة لهذه الأنشطة، ودعم جهود الهيئة الوطنية في توسيع دائرة الحماية إلى مناطق طبيعية جديدة.
وتناولت المذكرة التعاون في مجالات التعليم والتدريب وبناء الكوادر البشرية المؤهلة، ومنح التراخيص واعتمادها للعاملين في الأنشطة السياحية البيئية والتعاون في ذلك مع بقية الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، وتوسيع دائرة المحافظة، لتشمل المناطق المرشحة للحماية والمناطق الحساسة بيئيا.
كما تشتمل النقاط التنفيذية للتعاون والتي يشكل توقيع المذكرة الخطوة الأولى لتطبيقها على عدد من الموضوعات المتعلقة بإدارة المناطق السياحية البيئية والحفاظ عليها، مثل إيجاد شركاء من القطاع الخاص، لتمويل المشاريع المستقبلية في السياحة البيئية في المحميات الطبيعية ومنح التراخيص واعتماد مشاريع السياحة الطبيعية والشراكة في الحفاظ على البيئة والاستثمار المستديم لها، وتطوير البنية التحتية السياحية بما لا يخل بالتوازن البيئي. كما نصت مذكرة التفاهم على الشراكة في وضع وتنفيذ خطط إدارة المناطق السياحية المستخدمة للسياحة المعتمدة على الطبيعة والسياحة البيئية في المحميات الطبيعية والتعاون في مجالات التوعية والإعلام البيئي ووضع استراتيجية بيئية لاستخدام عدد من المحميات في السياحة البيئية، وستبدأ هيئة السياحة وهيئة حماية الحياة الفطرية بتطبيق هذه الاستراتيجية على نموذج محدد، ومن ثم ستتم مراجعة خطة إدارة المحمية وتعديل الاستراتيجية على ضوء نتائج هذه التجربة قبل تطبيقها على المستوى الوطني بشكل كامل.
يذكر أن المحميات التي تعمل الهيئتان عليهما كمشاريع تدريبية هي محمية الوعول بحوطة بني تميم، محمية عروق بني معارض بالربع الخالي، محمية محازة الصيد بالطائف، محمية جزر فرسان بالبحر الأحمر ومحمية ريدة بمنطقة عسير.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان بعد توقيع المذكرة أن الهيئتين بدأتا فعلا في مشاريع تجريبية في محميتي الوعول بحوطة بني تميم وعروق بني معارض في الربع الخالي، بدعم وتشجيع من كل من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية العضو المنتدب للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية.. مشيرا إلى أن المملكة ستستفيد من تجارب عدد من الدول ذات الخبرة في هذا الجانب مثل جنوب أفريقيا.
وأكد سموه ان تطوير المحميات الطبيعية سياحيا سيوفر منتجات سياحية مناسبة لسياحة الشباب وطلاب المدارس، حيث سيتم تهيئة أماكن الإيواء للسياح داخل المحميات وتدريب الأدلاء، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع السياحة للبيئية في المملكة.
من جانبه وصف الدكتور أبو زنادة المذكرة بأنها المرحلة جديدة في تاريخ الحياة الفطرية في المملكة.. شاكرا الهيئة العليا للسياحة على اعتمادها منهج الشراكة مع الجهات ذات العلاقة.