زاد الشعور بالقلق من بعض المجريات التي تحدث في العالم بشكل عام, وما يجري في المجتمع بشكل خاص, ووضع الوطن العربي في بؤرة الاهتمام المبطن بالمصلحة في نماذج متعددة من تطور ديمقراطي واصلاح سياسي وكل ذلك ببرهان مصلحة التقدم والسلام في المنطقة العربية ولمصلحة القضاء على الارهاب.
قلقي جاء من الاهتمام بالطفولة وتأثير هذه المتغيرات عليها, ولإعداد جيل يتوافق مع متطلبات العصر جعلني اراجع نفسي في امر اسلوب الحب والتقبل للطفل لانه حق مكتسب للطفل اقرته شريعتنا السمحاء ومن اولوياته توفير الغذاء له وهو حق الرضاعة الطبيعية لمدة حولين كاملين (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة) فسبحان الله هانحن نرى ان مراكز الابحاث العالمية تحذر الامهات اللاتي يرضعن اطفالهن من تقديم اي غذاء خلال الاشهر الستة الاولى من ولادتهم خشية ان تؤثر هذه الاغذية على رضاعة الطفل, وتقلل من اقباله عليها ولذلك اصدرت منظمة الصحة العالمية وهيئة اليونيسيف تعليماتها بسحب كل الاغذية التي تقدم للطفل في الشهر الرابع من الاسواق.
وهذا الحق من متطلبات الطفولة السعيدة ومكوناتها من غذاء, ولعب وامان منطلقا من الحب الذي يعتبر من اهم الحوافز المؤثرة في شخصية الطفل وفي تعلمه ورغبته في ود الآخرين والتصاقه بوالديه التصاقا ماديا ورغبته في الحماية والمعونة, والحضانة فالنمط السوي في التنشئة الاولى في سن الحضانة يرتبط ارتباطا موجبا باتسام الطفل بخصائص ايجابية وسلوكه سلوكا جيدا بينما التخلي غير المقصود عنه بسبب العمل يؤثر تأثيرا سلبيا على شخصية الطفل فالحب وعدم القسوة والتقبل كما ذكره الاستاذ يوسف عبدالفتاح محمد في المؤتمر السنوي الخامس لعلم النفس في مصر ترتبط ارتباطا موجبا مع السواء النفسي للأبناء والشعور بالامن والثقة بالنفس والقدرة على التوازن مع العلاقات الاجتماعية, وعكس ذلك له اثر سلبي وسيئ على توافق الابناء وتكوين مفهوم الذات, والضمير لديهم كما تؤدي الى اضرابهم ونقص شعورهم بالامن والثقة بالنفس كما يزيد لديهم السلوك العدواني، نعم ان هناك وثيقة حقوق الطفل التي اصدرتها الامم المتحدة, ولكن هناك وثيقة حقوق ربانية في القرآن الكريم والتي ابرزها الاعجاز القرآني وقد اوردها الدكتور صلاح احمد حسن الاستاذ بكلية الطب في جامعة اسيوط في 20 بندا اولها حق الحياة, والرضاعة الطبيعية وعدم الاعتداء, والتمسك بالدين, والتعليم والتهذيب, وتكوين الشخصية, والطفولة السعيدة وتأمين المستقبل, واحترام الفروق الفردية, والتساوي في الاجر بين الجنسين, حق الانجاب من علاقات شرعية, النشأة, عدم التكشف على العورات, الاحتياجات الخاصة, كفالة المجتمع للطفل اليتيم, الحماية, الميراث.
اذا لنعود الى الرضاعة الطبيعية حسبما اقرها القرآن الكريم, ولنتكاتف جميعا حول الام المرضعة, ولنهيء الاجواء كاملة, انا لاريد ان تكون قدوتنا السويد, او بريطانيا, او غيرها من الدول الاوروبية, او امريكا, انما ما حث عليه ديننا, لنحدد ساعات رضاعة للموظفات في مختلف القطاعات كمطلب اولى. علما بأن هناك سابقة في دراسة هذا الشأن من قبل الرئاسة العامة لتعليم البنات في ذلك الوقت بعد صدور تعميم وكيل وزارة الصحة للشئون التنفيذية رقم 1323/23 في 28/11/1423هـ لم تعرف نتائجها ولندرس وضع حضانة الطفل الى سن المدرسة كمطلب ثان, ولنمد العون للام مادريا ومعنويا لنحقق التنشئة الاجتماعية المتكاملة لنفرز للمجتمع اجيالا واعية لمتغيرات العصر.
