خلفت الفلسفة اليونانية ثلاث نقاط لم نلتفت اليها إلا بعد (2500 سنة) هذه النقاط حسب (ول ديورانت) كما يلي:
1ـ لا يكفي تعليم الطفل تعليما حسنا, بل ينبغي توليده توليدا حسنا من أبوين قويين صحيحين. ويجب ان يبدأ التعليم قبل الولادة, فلا يتناسل رجل وامرأة ما لم يكونا في صحة جيدة.
2ـ على المجتمع ان يحدد عدد السكان في حدود موارد البلاد وإمكانياتها.
3ـ زواج الأقارب محظور لانه يضعف النسل.
ها نحن بعد هذه القرون الطويلة نلتفت الى هذه النقاط الثلاث, فنوجب الكشف الطبي قبل الزواج. ويزداد وعي الناس شيئا فشيئا بأن زواج الأقارب يقرب احتمالات ضعف النسل وتوارث أمراضه. وتبقى النقطة الثانية وهي التي بقي الوعي الاجتماعي حتى الآن بعيدا عن إدراك خطرها على المجتمع كله لا فقط على الأسرة الواحدة.
لو سألت جماعة من أطياف اجتماعية مختلفة: ما سبب البطالة التي راحت تفتك بالمجتمع مع غض النظر عن فتكها بسائر المجتمعات على الأرض, لسمعت أجوبة متعددة: أكثرها جهرا أن (مناهجنا تخرج عاطلين) كما جاء على لسان أحد المسؤولين الكبار. اما الجواب الآخر فهو ان القطاع الخاص يصم أذنيه عن الأصوات التي تدعوه الى فتح أبواب للمواطنين.
وعلى الرغم من صحة الإجابتين كلتيهما صحة مطلقة إلا ان هناك إجابة ثالثة لا يتعرض لها احد وهي الزيادة الهائلة في عدد السكان. بما لا يتناسب مطلقا مع (موارد البلاد وإمكاناتها) كما جاء فى النظرة اليونانية.
زيادة عدد السكان بوتيرة عالية مع الشح النسبي لموارد البلاد في الزراعة والصناعة وسائر الحقول الحياتية هي التي يجب التفكير فيها تفكيرا جديا ومتوصلا.
إن مواردنا محدودة, هذا ما يجب الاعتراف به؟ والتصرف حياله بما يحفظ للأجيال القادمة كرامة العيش ولا نقول: رغد الحياة.