عزيزي رئيس التحرير
منذ وقت طويل وأنا ابحث عن قراءة حقيقية لبعض اللوحات الكاريكاتورية التي تنشر عبر الصحف والمجلات حيث يصعب علي أحيانا فهمها، ورغم متابعتي الطويلة للوحات الكاريكاتورية في الكثير من الصحف والمجلات العربية وغير العربية إلا أنني لم أزل لا افهم الكثير منها فهما كاملا.. لكن مع وجود الصفحة الوليدة في عمرها الكبيرة في عمقها المنهجي (صفحة نادي الكاريكاتير) بجريدتنا (اليوم) والتي أجدها مدرسة حقيقية تقدم لنا دروسا مجانية في هذا الفن الساخر مع وجودها أدركت الكثير من المفاهيم والقواعد الأساسية التي يجب على رسام الكاريكاتير والمطلع على حد سواء تعلمها وفهما.
فالكاريكاتير رغم ما يبدو عليه من صورة هزلية في صورته العامة إلا انه يحمل نقدا عميقا لاذعا في مجمله فهو فن راق يستطيع تطبيع ثقافتة البصرية على كل متلق بصرف النظر عن مرجعيته الثقافية، وهناك من يعتبره - وأنا في مقدمتهم - قمح الفقراء بتعبير مجازي.
وليس الكاريكاتير كما يصوره البعض انه مرتبط بالتشويه أو الامتهان بل أنه ببعده الجمالي يساهم مساهمة حقيقية في التقاط المفارقات التي يعج بها واقع المجتمع محاولا معالجتها باسلوب بسيط ساخر، وهذا يعني أن دور الكاريكاتير دور قومي يساهم في خدمة الجميع ولعله احيانا يساهم بشكل أو بآخر في تغيير الواقع إلى صورة إيجابية.
والصفحة بوجودها أعطتني فهما حقيقيا لهذا الفن الساخر وكيف استخلص من رسمة ما تبدو بسيطة في شكلها الهندسي وفي عباراتها اللفظية استخلص رأيا عميقا في قالب ساخر يترك أثرا لا يمحى في داخلي لعدة سنوات أو ربما طول العمر.. فما زلت - على سبيل المثال - احتفظ في ذاكراتي المرهقة بالكثير من الرسومات الكاريكاتورية لمشاهير هذا الرسم العملاق كمصطفى حسين وحاكم ومحمود كحيل وعبدالمجيد الزهير ومحمد الخنيفر وغيرهم.
والحقيقة أنني والكثير ممن حدثتهم عن هذه الصفحة فرحوا بها أيما فرح باعتبارها محطة انطلاق لكثير من البراعم والشباب الذين نجدهم يتسابقون في المشاركة والتألق عبر مساحتها الرحبة والتي تشهد نموا حقيقيا وصحيا لإبداعاتهم الشابة.
ولا يسعنا في هذه العجالة إلا أن نشكر القائمين على الصفحة.. وعلى الجريدة بصفة عامة وعلى رأسهم رئيس تحريرها. سالم بن راشد الخالدي ـ جامعة الملك فيصل ـ كلية الهندسة