عزيزي رئيس التحرير
لا أدري من أين أجعل نقطة انطلاقي في هذا الموضوع ولكن المقالات التي تناولت جانب العنوسة في جريدتنا (اليوم) وفي غيرها واعتمدت على نفي دور المرأة العانس و همشت دورها دفعني إلى أن أسطر هذه الكلمات، فعندما يتناول البعض مشكلة العانس يركز على شيء واحد هو ان الفتاة إذا فاتها قطار الزواج باتت عالة على المجتمع؟؟ هل يعني ذلك أن العنوسة عيب ومنقصة للفتاة اذا لم تلحق بركب المتزوجات؟؟
هذا أمر مرفوض رفضا باتا فالواقع الذي نشاهده يسطر لنا حكايات جميلة عن نساء لم يتزوجن ومع ذلك فقد حققن تقدما مذهلا في حياتهن الاجتماعية والمهنية وساهمن في دفع عجلة التقدم والنماء، فتلك طبيبة قد سطع اسمها في عالم الطب واشتهر صيتها بين الناس عن مدى اتقانها لعملها واخلاصها فيه، وهي على الرغم من ذلك كله لم تتزوج فحولت جميع اهتماماتها الى عملها ونجحت نجاحا باهرا، ولو جلسنا نستعرض الحكايات في هذا المجال لطال بنا المقام كثيرا، فالعنوسة ليست بعيب نخجل منه أمام الناس فإن تلك الفتاة لم يكتب لها أن تتزوج الآن وربما حصل بعد زمن آخر وهذا ما يحصل كثيرا.
للعنوسة أسبابها الكثيرة فهناك من الفتيات من لم يتقدم لخطبتها أحد وهناك من تقدم لها ولكن الظروف قد حالت دون إتمام تلك الشراكة الجميلة وبعد ذلك كله هل علينا أن نعنف تلك الفتيات وأن نتهمهن بالفشل في حياتهن بسبب عدم الزواج، وكم كنت أتمنى بدلا من أن ننعى حياة العانس ان نناقش أسباب العنوسة، وعزوف كثير من الشباب عن الزواج وكذلك رفض كثير من الفتيات الزواج.. من وجهة نظري هنا يكون المنطلق الذي نسير عليه ولا داعي أن نرجع إلى الوراء وأن ننبش في الأوراق فإن العوانس بيننا يعيشن ويساهمن وينتجن بل إن نتاج بعضهن يفوق نتاج بعض المتزوجات، فلننظر إلى أسبابها ومشاكلها والحلول الناجعة لها فهذا خير من أن نرجع إلى الوراء وأن نتحدث فيما لا طائل فيه ولا فائدة، فإن كانت العنوسة عيبا فإني أطلب ممن صنفها في هذه الخانة أن يذكر لي مواطن المنقصة فيها وعيوبها وأنا على يقين أنه لن يتمكن من أن يكتب سطرا واحدا في هذا المجال، فلنقف مع أخواتنا العانسات وأن نشد من أزرهن في مواصلة حياتهن والعمل على ازدهارها بدلا من أن نتركهن يعشن الاحساس بالنقص فما وجدته في كتابات بعض الإخوان لا يصب في مصلحة أخواتنا وقد عملوها قضية ومشكلة وما هي الا قدر مثل تلك الأقدار في حياة الكثير منا. احمد بن خالد العبدالقادر