أغلقت السلطات الجزائرية مرفأ سكيكدة أكبر مصافي النفط الجزائرية إثر وقوع انفجار ضخم في محطة قريبة من منشآت الغاز الطبيعي المسال مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى أعلى مستوياتها في عشرة أشهر.
وقد دمر الانفجار ثلاث وحدات للغاز الطبيعي المسال في المصفاة بالإضافة إلى تدمير رصيف الغاز المسال.
في السياق نفسه قالت مصادر بشركتي (جاس ناتورال) و(سيبسا) الإسبانيتين إن الانفجار لن يؤثر على الإمدادات الجزائرية من الغاز الطبيعي المسال لهما. وتستورد إسبانيا حوالي 60% من إمدادات الغاز الطبيعي من الجزائر.
وأدى الانفجار إلى مقتل 22 شخصا وجرح 74 آخرين في الانفجار الذي وقع مساء أمس في مجمع لتسييل الغاز الطبيعي في سكيكدة (500 كلم شرق العاصمة الجزائرية).
ويشكل هذا الانفجار أكبر كارثة تشهدها الجزائر في المجال الصناعي منذ استقلالها عام 1962م. ومما يزيد من خطورة الحادث وقوع الانفجار في قطاع حيوي من الاقتصاد الجزائري.
ويمثل المجمع الصناعي المدمر 23% من مجمل إنتاج الغاز الطبيعي المسال الذي يبلغ 26.9 مليار متر مكعب. وتحصل الجزائر على 96% من وارداتها بالعملة الصعبة من المحروقات خاصة الغاز الذي يشكل فيه الغاز الطبيعي المسال نسبة 45%.
ويصدر من سكيكدة ما بين عشر و13 شحنة تعادل ما بين 300 ألف و390 ألف طن من النفتا بالإضافة إلى أربع أو خمس شحنات تعادل 120 إلى 150 ألف طن من زيت الغاز كل شهر. لكن لم يتضح حجم الشحنات التي تمر عبر المرفأ القديم. وقال وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل في تصريحات إذاعية إن أسباب الانفجار مازالت مجهولة وكذا طبيعته، موضحا أن عمليات البحث مازالت جارية للعثور تحت الأنقاض على جثث أشخاص باغتهم الانفجار.
والمصفاة تابعة لشركة سوناطراك العملاقة للنفط والغاز المملوكة للدولة، وهي تنتج 84% من إنتاج الشركة البالغ 14 مليون طن سنويا من المشتقات النفطية التي تصدر للخارج.
عقد حقل "حاسي الطويل" في مارس
وعلى صعيد آخر، قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري ان بلاده تتوقع ارساء عقد تطوير حقل (حاسي الطويل) العملاق للغاز خلال شهر مارس المقبل. واوضح شكيب خليل ان من ابرز الشركات التي ابدت اهتماما بالعقد هي (اكسون موبيل) و(شل) و (توتال) بالاضافة الى (غاز دو فرانس) و(اناداركو) و(شتات اويل)، مبينا ان بلاده تتوقع ان تبلغ الطاقة الإنتاجية للحقل ستة مليارات متر مكعب سنويا. وأشار الوزير الى مشروع (حاسي الرمل) الذي وصفه بأكبر المشاريع التي تنوي الجزائر تطويرها ورفع طاقته الإنتاجية من 60 مليار متر مكعب سنويا الى 85 مليار متر مكعب سنويا بحلول عام 2010م. وقال خليل ان مشروع (عين صالح) سينطلق هذه السنة بطاقة انتاجية تبلغ 9 مليارات متر مكعب سنويا وسيليه في العام المقبل مشروع حقول (عين امناس) وتبلغ طاقتها الانتاجية 9مليارات متر مكعب سنويا ايضا.
من جهة اخرى اعتبر خليل ارتفاع اسعار النفط ليست في صالح منظمة الاوبك وان المنظمة تريد استقرار الاسعار في النطاق الذي تستهدفه بين 22 و 28 دولارا للبرميل.
وعن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي قال: ان ارتفاع الاسعار بالنسبة للغاز الطبيعي يعد عاملا في ارتفاع اسعار النفط لانه يجبر المستهلكين الصناعيين على استخدام وقود سائل لتوليد الكهرباء.
ومن جانب آخر، بدأت بمركز البحث و تطويره بولاية بومرداس الجزائرية أعمال الدورة الخامسة للملتقى الدولي لـ (جيولوجيا البترول)، حيث ناقش الملتقي الذي عقد تحت رعاية وزارة الطاقة و المناجم الجزائرية والشركة الجزائرية للمحروقات (سونطراك) عددا من المواضيع المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا المستخدمة في تطوير عمليات التنقيب وتطوير الثروة النفطية. وعقدت دورات متخصصة على هامش الملتقى حول تقنية الحفر و دراسة الزلازل في ولاية (بحاسي مسعود) الجزائرية والابار المتاخمة لها، فيما شارك في فعاليات المؤتمر عدد من الاكاديمين والخبراء الدوليين في مجال الدراسات النفطية.