أكبر تجمع إنساني موحد وعالمي كبير على مر التاريخ وفلسفة هذا التشريع الإلهي لا تعد ولا تحصى فعلاوة على كونه عبادة وركنا فهو إعلان رسمي من الله عز وجل لتجمع المسلمين لأداء الحج وتسليم أنفسهم للرب والذوبان في روح الإسلام وتعاليمه وللتكامل بين مختلف قطاعات المسلمين على اختلاف ألوانهم، ولتتوحد فيه أطرافهم إلى كل لا يتجزأ، وتذوب فيه كافة الفوارق اللغوية والقومية والطبقية والجغرافية التي تعيق وحدة المسلمين. مؤتمر كبير يجتمع فيه المسلمون لمناقشة أمورهم ومشكلاتهم وهمومهم في تلاحم عظيم وثيق معتصمين بحبل الله دون فرقه فيتحقق التواصل الفكري وتمحى الرواسب التي تسببها بعد المسافات ويذوبون في بوتقة المجتمع الإسلامي الكبير لإنقاذ أنفسهم من همومهم وأزماتهم وأوضاعهم بدون تشويش إعلامي في تكامل سياسي وفكري واجتماعي، ركن فرضه الله ليس فقط للعبادة لأن الله غني عن العالمين ولكن لتحقيق غايات ذاتية واجتماعية تفيد الإنسانية المسلمة، وتقرب بين أفراد الجسد الواحد في الأمة الإسلامية وتدعو إلى تماسكها ووحدتها ورص صفوفها. الحج مؤتمر إسلامي كبير ومصدر يظهر عظمة الإسلام واتحاد المسلمين وعامل فعال لتقوية شوكتهم، يرعب أعداء الإسلام ويفشل خططهم ويبصر المؤمنين بهموم الأمة المسلمة في كل مكان ويشعرهم بقوتهم وعزتهم ويخيف الأعداء وينغص عيشتهم ويربك مخططاتهم التآمرية. ركن وعبادة وملتقى إيماني وتربوي وثقافي وسياسي واقتصادي مبارك يمثل أكبر تجمع إنساني يشهده العالم بأسره، فأهلا به وسهلا، وجعله الله بداية لنهاية أحزان المسلمين ونهاية تشتتهم وفرقتهم، وأعاده الله علينا سنين عديدة ونحن نستظل براية النصر على أعداء الإسلام.