تستعد الجموع الغفيرة من ضيوف الرحمن بعد أيام وقد وصلت من شتى بقاع الارض الى المملكة لأداء فريضة الحج لهذا العام، وقد استنفرت الأجهزة المعنية بالدولة لاستقبال الحجيج وتقديم كل ما من شأنه تسهيل وتيسير اداء هذه الفريضة دون عناء أو مشقة، ومن الملاحظ ان تحسين الخدمات في المناسك له صفة الاستمرارية منذ البدء في مشروع التوسعة الذي ارتبط بمشروعات رديفة تستهدف في جملتها تسهيل تحركات الحجيج وهم يؤدون مناسك الفريضة بانسيابية وهدوء وسكينة في اجواء ايمانية وروحانية يتقربون فيها الى المولى القدير بالدعاء والتضرع والغفران، وما تفعله المملكة من جهود مشهودة في هذا الشأن لا ترجو من ورائه منة من احد، بل هو واجب من اهم واجباتها الاسلامية وقد شرف الله قادتها بخدمة الحرمين الشريفين في اقدس بقاع الارض، فهم حريصون اشد الحرص على القيام بهذه المهمات الجليلة خدمة للاسلام والمسلمين، وحتى تتكامل تلك المهمات الخدماتية الكبرى فان من الضرورة بمكان ان يلتزم ضيوف الرحمن بمناسك فريضة الحج وآدابها ومستلزماتها كما امر رب العزة والجلال في محكم تنزيله الشريف: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).. فالمحافظة على اداء المناسك بالصورة التي ارادها المولى جلت قدرته تعزز صورة الاسلام المشرقة في العالم كله، وقد وضعت الدولة انظمة ولوائح وتعليمات لضيوف الرحمن تستهدف من ورائها ضمان امنهم وسلامتهم في هذا التجمع الاسلامي الكبير منذ وصولهم الى الرحاب المقدسة وحتى عودتهم الى ديارهم غانمين فائزين - بإذن الله -.