DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هجريات

هجريات

هجريات
أخبار متعلقة
 
شاب في مقتبل العمر تخرج لتوه من جامعة الملك سعود، تخصص احياء دقيقة، طرق ابواب الوظيفة فرآها ـ الرسمية منها ـ موصدة، حاول مرارا وتكرارا لكن الامل تبخر فما الحل؟ وهناك آمال كثر مازالت في ذهنه تزخر، لكنها ـ وللاسف الشديد ـ كلها على تلك الوظيفة معتمدة، بها تقوم ـ بحول الله ـ اركان وبدونها ينهدم كيانها. اعيته الحيلة، وما اقسى الاعياء في اول الطريق، فلما لم يجد بوادر امل في وظيفة رسمية، رمى بثقله في احضان وظيفة على بند العقود، وما ادراك ما بند العقود، دخل ثابت محدود وامل في الترقي مفقود وخوف ـ من فقدانها في اي لحظة ـ موجود!.. تسلم مهام عمله بالمختبر البيطري بالاحساء، طمعا في تغير الاحوال فيما لو اثبت كفاءة في العمل وجدارة، مرت الشهور ادى فيها ـ حسن ـ كل ما يستطيعه من جهد ثم ما لبث ان بدأ القلق يتسرب الى نفسه ويستولي على كيانه، واخذ يسائل نفسه بل هي التي تسائله وتلح عليه الحاحا: الى متى يستمر الوضع على ما هو عليه من راتب لايكاد يغطي الضرورات، ثابت في مقداره لا امل في ارتفاعه، ووضع اشبه ما يكون بمن هو قائم على فوهة بركان لا يدري متى الانفجار الذي سيطير به ويرميه على قارعة الطريق، ورقم مضاف الى جموع البطالين. رأيته ذات يوم، وكان وجهه ينطق هما وغما، لايكاد يسمع لحديثه صوت من شدة الانكسار، فألححت عليه في السؤال عما كدر صفوه من بئيس الاحوال، تمنع بادئ الامر لكيلا يفضحه اللسان فيخرج ما في الجنان من كومة الاحزان، لكن سرعان ما تراجع عن السكوت ورأى ان الابانة عن لواعج النفس امثل طريق لراحتها، وان الكبت سرطان يسري في تدمير خلاياها، اخذ زميلنا بالمختبر يحكي قصة واقعية ـ لها نظائر في مجتمعنا لا بل حتى في مختبرنا!! ـ اخذت تستشري في الآونة الاخيرة، فهو قد اضطر تحت وطأة الحاجة الطبيعية الى الاقتران بالنصف الآخر ان يقترض ـ باسلوب ما ـ ليعف نفسه، وهاهو الآن وبعد مرور اشهر قلائل من بداية التسديد يعجز عن مواصلة المسير، اذ سرعان ما اعترضت طريقه مصاعب مالية اخرى كايجار بيت بسيط وبعض اهل بحاجة الى دعم، فماذا يمكن ان يفعل والراتب لا يتجاوز الثلاثة آلاف ريال الا بمائة واحدة، فهل يستطيع عالم اقتصاد ان يوزع هذا على كل تلك المتطلبات الضرورية!! فضلا عن ان يكون بمقدور صاحبنا المسكين فعل ذلك! غاض ماء الحياة من وجهه وتراجعت الدماء، فلا ترى الا وجها به صفرة تعلوه كدرة. ايها المسئولون الكرام.. اذا كان لمثل هذا نظائر ـ وهم كثر ـ فهل بهؤلاء نرجو ان نقيم بنيانا عاليا ونؤسس مجتمعا صالحا، ان اشد ما يمكن تصوره ـ وهو ليس بمستغرب ـ ان يبلغ الامر بهؤلاء المساكين الى ان يتسرب الى دواخلهم شيء من حقد على مجتمعهم الذي يعتقدون قسوته عليهم، على حين انه مع غيرهم اشد رأفة ورحمة!!!. ايها المسئولون الكرام.. يا وزارة الخدمة المدنية.. اعيدوا النظر في تلك العقود، وابدلوا اولئك المساكين بوظائف رسمية تحقق لهم استقرارا نفسيا وماديا واجتماعيا. فاصلة: أن تمسح بيدك بحنان على رأس ابن الجيران فهذا أمر حسن، لكن الأحسن أن يسبقه حب وحنو على ابنائك داخل البيت!