اعلن الامريكي ديفيد كاي الذي كان يرأس مجموعة الـ 1400 خبير امريكي المكلفة العثور على اسلحة الدمار الشامل في العراق صراحة انه لا يعتقد ان صدام حسين لم يكن يملك تلك الاسلحة قبل اجتياح القوات الاميركية العراق. وقال كاي في مقابلة مع الاذاعة الرسمية الاميركية: قمنا بعمليات البحث تلك للعثور على الحقيقة، ليس هناك اسلحة دمار شامل، والواقع هو ان هذه الاسلحة ليست موجودة حتى الآن، وعلينا ان نتفهم الاسباب.
وقد استقال كاي يوم الجمعة من منصبه على رأس 1400 خبير كانوا يبحثون عن اسلحة دمار شامل في العراق منذ بضعة اشهر. واوضح انه لم يعد للعراق منذ هزيمته في حرب الخليج في 1991 برنامج كبير لانتاج اسلحة الدمار الشامل او مخزون مهم يمكن استخدامه على الفور.
وسئل كاي هل سيبرر جورج بوش للاميركيين شن الحرب بالاستناد الى معلومات مغلوطة، فأجاب: ان اجهزة الاستخبارات هي التي عليها في الحقيقة تقديم تبرير للرئيس.
واضاف: هذه ليست مسألة سياسية انما تتعلق بقدرات وكالات الاستخبارات على جمع معلومات جديرة بالتصديق، مذكرا بأن ادارة الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون سبق ان اعتبرت العراق خطرا.
وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زعم قبل التدخل العسكري ضد بغداد ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يستطيع نشر تلك الاسلحة خلال 45 دقيقة ومازال يصر على هذا الزعم
واوضح كاي ايضا انه لم يجد دليلا على عمليات نقل اسلحة دمار شامل او معدات حساسة بين سوريا والعراق قبل الحرب. لكنه اشار الى ان تحركات كبيرة قد لوحظت على الحدود بين البلدين. وقال: هناك صور للاقمار الصناعية وللمراقبين على الارض اثبتت تدفقا مستمرا للشاحنات والسيارات والقطارات على الحدود العراقية - السورية (قبل التدخل الاميركي) لكننا لا نعرف ماذا كان ينقل.
واضاف :ان من المهم معرفة ما تم نقله في ذلك الوقت، لكن هذا الجواب لا يمكن ان تقدمه الا سوريا التي لا تظهر اي رغبة في مساعدتنا.
وتتعارض تصريحات كاي مع تأكيدات البيت الابيض وعشرة داوننج استريت اللذين يستمران في التأكيد على ان مبرر الحرب كان القضاء على برامج اسلحة الدمار الشامل في العراق.
وقال الرئيس جورج بوش في خطابه السنوي الى الاميركيين يوم الثلاثاء: لو لم نتحرك لكان برنامج اسلحة الدمار الشامل للديكتاتور (صدام حسين) مستمرا حتى اليوم. وهذا كلام يتضارب مع ما اعلنه كاي.