كم احس بلذة الانطلاق ونشوة الانعتاق من أثقال القيود المكانية، وأجدها فرحة غامرة تعمر أركاني وتتخلل جوانحي وانا قابع خلف مقود سيارتي التي اجزم انها تشاطرني لا بل هي اشد مني جذلا بمسيرها على طرقات (شوارع) الاحياء التي يقطنها موظفو ارامكو!. تلك الطرقات التي تم رصفها بعناية وبحرفية مهنية فائقة، يستظرفها البصر ويطيل فيها النظر ويعمل في شأنها الفكر! قد تاهت بها احياؤها على الأخريات تيها ونامت في احضانها بيوتات المحظوظين من موظفي ارامكو نوما هنيئا، فلا تخشى على نفسها - تلك البيوتات - من ماء يركن اليها ويبقى بجوارها - جراء مطر - طويلا، اذ لا تشكو مما تشكو منه قريناتها سيئات الحظ - شوارع البلدية - جدرا على وجهها او احافير، بل الوجه منها مشدود شدا جميلا لم تمتد اليه يد الايام فتعمل فيه التجاعيد او تفقده نضارة الشباب فيضحى بعد البهاء كئيبا/ ما إن يساقط عليها المطر حتى يزدان وجهها فيبدو اشد ما يكون صقيلا فيفرح مرتادوها ويتمنون لو استمر الهطول طويلا طويلا.
كم اتمنى ان يأتي اليوم الذي اصحو فيه فأجد تلك الاحياء الداخلية البائسة وقد ازدانت مساربها بطرقات جميلة تواكب تلك النهضة المعمارية المتمثلة في كثير من بيوتات المواطنين الرفيعة، أمل عسى أن يتحقق ولو كان بعيدا!!
د. ابراهيم الملحم