تأملوا قليلا في محيط (الحيوانات) لتروا عجبا من وجود التعاون بين ابناء الجنس الواحد منهم.. القوي يخدم الضعيف والضعيف يعتمد على القوي وكذلك بين افراد الحيوانات ذات النوع الواحد نادرا ما يحدث ان يعتدي احد على الآخر ويتجاوز عليه واذا اراد احدهم ان يفعل ذلك يواجه بالمقاومة من الطرف الآخر ولهذا لا نجد احدا منهم عبدا للآخر فريقهم مستقيم وهم على الاقل عدول من غير نظام وقوانين.. لكن سلوك الانسان تجاه بني جنسه مختلف تماما.. فالانبياء جاهدوا والحكماء قالوا والواعظون وعظوا والاخلاقيون اسسوا الاخلاق والشعراء دعوا الى الانسانية في التعامل والقانونيون وضعوا حدودا لكل فرد؟
الهدف من كل ذلك ألا يتطاول البشر على غيره بأنانيته والمصلحة الخاصة له وان يكون به قليل من الاستقامة الانسانية وليفكر بشكل صحيح وان لا تجتاز يده بالتعدي على حق غيره وهو في النهاية مراقب من قبل الله سبحانه .. ومع ذلك فهناك من ينهب حقوق الغير بالظلم ويعمل بكل التعالي على حقوق الغير (وشر الناس من باع الناس) وبالسخرية والظلم والنهب والتعالي وذلك موجود في هذه الايام بكثرة في مجتمع تسوده كلمة الاسلام والدين والرحمة (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).
سعاد محمد آل ابوعبدالله