خيوط العنكبوت (3)

كيف تكتشف منافقا يصيد في الماء العكر؟ استوقفنا هذا السؤال كثيرا.. وترددنا في الإجابة عنه، رغم أن كل ذي عقل يعرفها ولكن، أعطينا فرصة للبعض لأن يراجع نفسه، ولايسمح لها بالسير في طريق وعر لن تكون نتيجته سوى الخسران والفضيحة! كنا حتى اللحظة الأخيرة نأمل أن يتوقف بعض (عقلاء) الإعلام اليمني ليقولوا لـ(جهلائه) أنتم مخطئون.. ولكن لأن الجهل أحيانا (نعمة) ولأن (الأعور) وسط قافلة العميان يعتبر إمبراطورا، كنا (نتعشم) ألا يسبب العمى انفصالا شاذا في بصيرة القلب وبوصلة العقل، وانهيارا تاما لكل القيم والمواريث التقليدية. للأسف حدث العكس، وأضيفت (نقيصة) الجهل إلى قصور الرؤية.. لتصبح الحالة ميئوسا منها حتى الآن على الأقل.. فصبية الإعلام اليمني لم يرتدعوا! وأوثانه الجاهلية ما زالت تعتقد أن كارثة سقوط (مسيلمة) لن تؤدي إلى حروب الردة، فكان عليهم أن يؤججوا أحلام (هبل) القديمة دون أن يدركوا أنه لا آلهة مصطنعة أو مزيفة، وصاروا بالتالي يستنسخون أطفال الخطيئة ليصرخوا في الناس بالشرف والأصالة وما يدعونه من قيم عربية أصيلة. آخرها.. ما زعموه نقلا عن صحيفة عربية بمعارضة المملكة لانضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي.. وأخذوا ينفخون في الأبواق وينثرون السموم، دون أن ينتبهوا إلى أن الصحيفة نفسها اعتذرت عما نسبته، واعترفت بأن ما نشرته ليس صحيحا.. ولكن لم يكفهم ذلك، لسبب بسيط هو أنهم لم يقرأوا، أو ليسوا على استعداد لأن يقرأوا أو يفهموا! وفي تلك الحالتين كارثة.. يحاسبوننا على ما لم نقترف، ولا يريدون أن يتراجعوا! ألم نقل إن الجهل والعمى وجهان لبعض أطفال الإشارة في الإعلام اليمني، لا يعرفون غير الحقد والنفاق والسباب.. لسبب نحن نعرفه جيدا، وهم أيضا.. فإذا كان أجدادنا قالوا إن اللبيب بالإشارة يفهم.. إلا أننا نثق في أنه حتى هذه.. لن يفهموا أبدا؟ (مراقب)