ما يسعى له الجهد المنسق لمؤسسات وافراد في الولايات المتحدة هو استعداء السعوديين، تمهيدا لزرع بذور نزاع عميق بين الشعبين بما يخلي الساحة من التأثير السعودي في وقت تزعم واشنطن للعالم. ولا يجب رفض هذا التشخيص فتعريف كلمة نزاع لا يخرج عن ان التعارض عملية يعتقد عبرها طرف ان طرفا آخر يعطل مصالحه او يعيقها. وهناك من يظن ان علاقتنا مع الولايات المتحدة تقف حائلا دون تحقيقه الاهداف، فهل يأخذ الجهد المنسق المعادي العلاقات السعودية الامريكية لهاوية التضاد؟ ام اننا ننجح في محاصرته ولجمه وافساد مراميه؟
وبعيدا عن الاستخفاف والتبسيط، فقد نجح الجهد المنسق المعادي في رمي العديد من ادواته بهدف تشويه سمعتنا في اعين الامريكان لزرع بذور الكره والنفور علها تنتج مناخا يعزز تباين وجهات النظر ويؤازر روح الخلاف والنزاع بما يكبح جهود السعودية ويحد من وجاهتها في المحافل اجمالا وعلى الساحة الامريكية تحديدا لجعل تلك الساحة خالية من اي صوت يجابه شره الاجندة "الشارونية" اذ يمكن الجدل ان الحرب المعلوماتية المنظمة ضد بلادنا نتجت ليس بسبب جنسية المشاركين في تفجيرات 11 من سبتمبر بل بسبب جهود السعودية المؤثرة لصياغة حل للقضية الفلسطينية يتعارض تعارضا هائلا: مع النظرة "الاسرائيلية" السائدة ومع توجهات مجموعات الضغط "الاسرائيلية" في الحكومة الامريكية ومع تطلعات ساسة اليمين المحافظ الامريكي ممن يعتقدون مثلا ان القطاع والضفة ارض يهودية خالصة وكذلك بسبب وزن المملكة في اقليمها الجغرافي ومحيطها العربي والاسلامي والدولي النا تج عن عقود من الدعم والمساندة للقضايا العادلة للدول المحبة للخير والسلام في جنبات العالم من اعماق افريقيا في بوروندي وبوركينا فاسو وحتى دول آسيا الوسطى وامريكا الجنوبية وهو وزن يؤذي تعاظمه المخطط الشاروني الكاره لكل ماهو عربي.
ولعل مقبول القول ان مسعى الجهد المنسق المعادي هو جر العلاقات السعودية الامريكية لحالة تعارض بالتدريج عبر التأثير على الافراد هناك بزرع مشاعر سلبية ضدنا كالاحباط والغضب عبر حرب اعلامية عدائية ممتدة تؤدي لاضعاف قنوات ومحتوى الاتصال بين الشعبين لتعزيز حالة من الشك الدائم ووضع اي تحرك ضمن دائرة التساؤل وسوء النية ويترجم ذلك في الحد من تبادل الزيارات الرسمية والخاصة والمخاطبات والمناسبات العلمية والمهنية المشتركة والتبادل المعرفي والتجاري والاستثمارات المتبادلة فكيف نتعامل عمليا لتطهير محيط العلاقات السعودية الامريكية من "التلوث" الذي تحدثه النفايات "الشارونية"؟