ما أحوجنا نحن المسلمين اليوم لمراجعة انفسنا، وتدبر امرنا بعد ان وصلنا الى ما وصلنا اليه من الشتات والتفكك والفرقة التي كان يخشاها علينا رسول الهدى محمد - عليه افضل الصلاة والسلام - من بعده، فلو تأملنا وصاياه في حجة الوداع لعرفنا مقدار بعدنا عن ديننا وشريعتنا، (أيها الناس اسمعوا قولي فاني لا ادري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا) قالها الصادق الامين.. يوضح للناس معاني الرحمة والإنسانية ويرسي دعائم السلم والسلام وهو الذي لا ينطق عن الهوى لان الله يطلعه.. عليه الصلاة والسلام - على ما كان وما سيكون وما سيؤول اليه حال المسلمين، امة فيها من هو مخدر الضمير تحكمه المعايير والقيم الواهية المقتبسة (أيها الناس، ان دماءكم واموالكم عليكم حرام الى ان تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وحرمة شهركم هذا..) فأين نحن من تطبيق هذه الوصية؟ وهل طبقت؟ (تعلمن ان كل مسلم أخ للمسلم، وان المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه الا ما اعطاه عن طيب منه، فلا تظلمن انفسكم..) وفي وصيته ايضا اثبات بطلان صفات ونهج الجاهلية وتحريم الربا فهل فعلا لم يتداول الربا في حياتنا العامة؟ (الا ان كل شيء من امر الجاهلية تحت قدمي موضوع، دماء الجاهلية موضوعة.. وربا الجاهلية موضوع) وقد استوصى - عليه افضل الصلاة والسلام - بالنساء خيرا (واستوصوا بالنساء خيرا) وكأنه - عليه الصلاة والسلام - يشير الى ما سوف يتعرضن له في بعض بلاد الاسلام من تحرير فاسد يحررهن من كل الآداب والشرائع الاسلامية وذلك عن طريق إلى السفور والاختلاط في المدارس والجامعات العلمانية او اللا دينية، والغرب هم القدوة في كل الامور التي تتعلق بالحياة الاجتماعية للمرأة ولكن ولله الحمد لم ينجح الغرب وفشلت مخططاته، وتأتي الصحوة الدينية، وتعود النساء في تلك العوالم الى الالتزام بشرع الله بعد اغترارهن بسراب هذا التحرير الفاسد زمنا طويلا، وهن الان ونحمد الله يمتزن بالثقافة الشرعية والفكرية الواعية بعد ان انقشعت عنهن الغشاوة، اما ما هو الاهم من وصايا حجة الوداع وصيته عليه الصلاة والسلام بالتمسك بكتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه (تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به كتاب الله وسنة نبيه) صدقت يا رسول الله وبلغت الامانة وأديت الرسالة ونصحت الأمة.. وببعدنا عن الكتاب والسنة نكون قد حفرنا قبر عزنا وقوتنا ودفنا كرامتنا للابد.