قالت وسائل الاعلام الامريكية امس الاحد إن الرئيس الامريكي جورج بوش وافق على تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في تقارير المخابرات الامريكية بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر مسؤولة بالكونجرس والحزب الجمهوري قولها: إن بوش وافق على دعم لجنة تحقيقات مستقلة بشأن المعلومات التي استخدمها للدفاع عن قراره باللجوء للخيار العسكري ضد حكومة الرئيس المخلوع صدام حسين.
وقالت الصحيفة إن التحول في موقف البيت الابيض الذي كان يصر قبلا على ضرورة انتظار مثل هذا التحقيق لحين انتهاء البحث عن ترسانة أسلحة الدمار الشامل العراقية تماما جاء في أعقاب الضغوط التي يمارسها النواب من كلا الحزبين والرئيس السابق لفريق التفتيش الامريكي على أسلحة العراق ديفيد كاي.
ولم يؤكد البيت الابيض رسميا هذا النبأ إلا أن مصادر حكومية قالت إن بوش سيعلن قريبا موافقته على تشكيل اللجنة قريبا حسبما قالت الصحيفة.
ويرى المراقبون أن تحول موقف بوش يصب في إطار جهوده لمحاولة الخروج من الموقف شديد الخطورة الذي يهدد بإلقاء ظلاله على محاولة إعادة انتخابه.
وقال مسؤولون بالكونجرس إن تشكيل لجنة مستقلة لن يعفي بوش سياسيا بالضرورة إلا انه قد يهدئ من الغضب الحالي من تأخير الدعوة إلى استقالة قيادات بجهاز الاستخبارات الامريكية سي آي إيه وقيادات أخرى كما سيخفف من شدة تأثير هذا الامر بالنسبة للديمقراطيين.
وكان ديفيد كاي الذي استقال من منصبه قبل أيام قد شهد يوم الاربعاء بأن الولايات المتحدة ربما أخطأت بشأن برامج أسلحة العراق وقال إنه من غير المحتمل العثور على مخزون أسلحة في العراق.
في الوقت ذاته نقلت الصحيفة عن بات روبرتس رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ قوله يوم السبت إن عقد لجنة رفيعة المستوى مهم لاننا نواجه الان خطر رؤية تسييس مسألة المخابرات برمتها.
وأضاف ان اللجنة يجب أن تضم أعضاء من الحزبين وخبراء معترفا بهم فقط يقدمون توصيات دقيقة بشأن الجدل الحالي وتوصيات تعالج مسألة كيفية إصلاح عجز المخابرات, مشيرا إلى ان ذلك سيكون مفيدا ليس فقط على المستوى السياسي بل أيضا بالنسبة للدولة.
وكانت المصادر قد أشارت إلى أن بوش يعتزم تأييد تشكيل اللجنة خلال الايام المقبلة فيما سيظل يعلن أنه لا يدري مدى دقة تقارير المخابرات التي استخدمتها إدارته لتبرير خوض الحرب.
وقالت الصحيفة إن بعض المسؤولين في البيت الابيض يفضلون اعترافا صريحا بأن المخابرات كانت على خطأ وهو ما قاله بعض النواب والمحققين مشيرة إلى أن بوش ومساعديه يعتقدون أن هذا الاعتراف لن يؤدي سوى إلى مزيد من الضغوط التي يتعرضون لها.
ولم تتضح حتى الان تفاصيل عن اللجنة المرتقبة بما في ذلك مدى صلاحياتها للتحقيق في مسائل تخوض ليس فقط في طرق جمع المعلومات الاستخباراتية بل في كيفية استخدام الادارة لهذه المعلومات. إلا أن (الادارة الامريكية تعتقد) أن الانضمام لجهود الكونجرس في تشكيل اللجنة أفضل من انتظار صياغة الاخير للجنة بطريقتها الخاصة ورجحت الصحيفة أن يتجه بوش لاستخدام قوة أكبر للحفاظ على تركيز الامر حول السي آي إيه ووكالات المخابرات بدلا من البيت الابيض.
يذكر أن الديمقراطيين يتهمون بوش "بالمبالغة في تقارير المخابرات عن العراق لتبرير الحرب ودعم هذه النظرية تصريحات وزير الخزانة الامريكي السابق بول أونيل الذي قال إن بوش يدبر للاطاحة بصدام قبل أحداث سبتمبر.