أخبار متعلقة
أقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في الديوان الملكي بقصر منى امس حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الاسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام. ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل فخامة الرئيس اسماعيل عمر جيله رئيس جمهورية جيبوتي ودولة نائب رئيس الجمهورية اليمنية الفريق عبد ربه منصور هادي ودولة نائب رئيس جمهورية موريشيوس عبدالرؤوف بودهين ودولة نائب رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية اتيكو ابو بكر ودولة النائب الاول لرئيس جمهورية السودان علي عثمان محمد طه ودولة رئيس الوزراء بالجمهورية العربية السورية محمد ناجي العطري ودولة رئيس الوزراء بجمهورية السنغال ادريس سيك. وحضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير نواف ابن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية وأصحاب السمو الملكي الامراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والاسلامية.
وقد بدئ الحفل بتلاوة آي من القرآن الكريم.
ثم القى وزير الحج الأستاذ اياد ابن أمين مدني كلمة استهلها بقوله تعالى (قل لمن ما في السماوات والارض قل لله كتب على نفسه الرحمة).
وقال: (ابدأ بالتضرع للمولى ـ عز وجل ـ ان يكلأ برحمته ويغمر برضوانه ارواح الذين اختارهم لجواره صباح امس الاول وهم يرمون جمرة العقبة وأؤكد ان كل استعداد قد بذل للتحسب لمثل هذا الطارىء تخطيطا وتنظيما وتجهيزا واعدادا ولكنها ارادة الله سبحانه ولا يمنع حذر من قدر).
وأضاف: نحن اذ نترحم على كل روح انتقلت الى بارئها نتذكر ايضا ان نسبة الحوادث في حج هذا العام هي اقل من واحد في المائة من المائة من اجمالي الحجاج الذين بلغ عددهم نحو مليونين وربع المليون من البشر.. جاءوا ملبين لدعوته سبحانه طالبين رحمته آملين في غفرانه طافوا بالبيت العتيق ووقفوا بعرفة وفاضوا الى المزدلفة وتخلصوا من أدرانهم وهم يرمون جمارهم وامتلأت نفوسهم رضا وغبطة في وداعهم لهذه البقاع الطاهرة حيث بيت الله ومثوى المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
واردف يقول: لقد تم كل ذلك في اوقات قياسية لم يشهدها اي موسم حج من قبل في تصعيد الحجاج الى منى وعرفات وفي نفرتهم من عرفات وفي استقبالهم واسكانهم وزيارتهم المدينة المنورة.
وسأل الله العلي القدير ان يكتب لقادة هذا البلد وشعبه الكريم الذين من الله عليهم جميعا بفضل خدمة ضيوف الرحمن الاجر والمثوبة والقبول معبرا عن الشكر لكل القطاعات التي بذلت وتبذل وتتفانى في خدمة ضيوف الرحمن من بعثات الحج ومؤسسات ارباب الطوائف وشركات نقل الحجاج ومؤسسات وشركات حجاج الداخل ولكل الجهات الحكومية التي أسهمت في توفير الخدمات اللازمة للحجيج.
ودعا المولى ـ عز وجل ـ ان تكون مقاصد وقيم المساواة والاخوة والرحمة والسلام والاثرة التي تتجسد بهذه الفريضة العظيمة مسلكا دائما للمسلمين.
بعد ذلك القى معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة الرابطة هنأ فيها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين بعيد الاضحى المبارك وبما من الله به من اتمام الحج وأداء المناسك على احسن حال.
وقال : خادم الحرمين الشريفين.. الشكر والدعاء لكم من كل مسلم شهد هذا الموسم على ما وفرتم من سبل الراحة والاطمئنان كما هو من كل مسلم على وجه البسيطة على تعظيمكم لحرمات الله وشعائره واعماركم الحرمين الشريفين وما قدمتم من خدمات جليلة للاسلام والمسلمين.
واضاف : ان من نعم الله العظمى على أمة الاسلام في العصر الحديث قيام المملكة العربية السعودية على الاسلام وتطبيق قادتها شرعه ورعايتهم حرماته دونما افراط ولا تفريط بل توسط واعتدال كما أراد الله لهذه الامة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).. وفي ذلك اجابة عملية وصريحة وعرض للاسلام على العالم رسالة رحمة وبر تنبذ الغلو كما تنبذ التفريط وتقيم العدل وترعى السلام ويتعاون اتباعها مع الامم والشعوب الاخرى فيما يحقق للبشرية أجمع الامن والرخاء.
ومضى قائلا : لقد كافح الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وأبناؤه من بعده حتى عهدكم الزاهر من اجل حق الانسان في عبادة ربه العبادة الحقة وحقه في أمنه على دينه ونفسه وعرضه وماله فاستقام للمملكة منهاجها الحق في بنائها الداخلي ومع مواطنيها وفي علاقاتها العربية والاسلامية والعالمية.
وتابع معاليه قائلا : ستظل باذن الله راية الحق (لا اله الا الله محمد رسول الله) خفاقة وستبقى المملكة قيادة وشعبا وفية لدينها وأمتها وعلاقاتها الدولية المتوازنة ضمن المنظومة الدولية.
وأعرب الدكتور عبدالله التركي عن شكر ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين تستضيفهم الرابطة للملك المفدى ـ رعاه الله ـ ولحكومته الرشيدة.
وقال: ان رابطة العالم الاسلامي وهي رابطة للامة الاسلامية تقدر جهودكم العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين واعمار الحرمين وتيسير سبل الحج والعمرة والزيارة..
ثم القيت كلمة الضيوف القاها نيابة عنهم معالي رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور علي بارداق اوغلو قال فيها : نحمد الله ـ عز وجل ـ ونشكره ان يسر لنا أداء هذه الفريضة حيث وقفنا جميعا على صعيد عرفات متوجهين الى الله ـ عز وجل ـ كلنا أمام الله سواسية كأسنان المشط لا فضل لاحدنا على الآخر الا بالتقوى والعمل الصالح.
ونقل بهذه المناسبة الى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين تحيات الشعب التركي ورؤساء بعثات الحج.
وبين ان عبادة الحج مشقة محببة توصل الانسان الى رضا المولى ـ عز وجل ـ وان كل بعثة حج تتحمل مشقة على قدر عدد الحجاج الذين قدموا لاداء فريضة الحج عن طريق تنظيمها.. فيما مشقة الحجاج القادمين من ارجاء العالم الاسلامي قاطبة فتتحملها المملكة العربية السعودية وسكان مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ورفع باسمه وباسم رؤساء بعثات الدول الاسلامية خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وحكومة المملكة على ما يقدم من خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام مما يسهل على الجميع اداء مناسكهم في يسر وسهولة.
وقال معاليه مخاطبا خادم الحرمين الشريفين: (أقدر جهدكم المثمر ـ حفظكم الله ـ ليصبح الحج مؤتمرا عالميا في مجال الفكر والثقافة بين المسلمين لان الحج منطلق لتحقيق التعاون بين المسلمين وتبادل الثقافة والمعرفة).
ودعا الله تعالى ان يصهر احساسات ومعارف الدول الاسلامية فى بوتقة واحدة فى هذه الديار المقدسة وان يوفق المسلمين الى حمل رسالة الاسلام السمحة التى تدعو الى التسامح بين الشعوب.
وأبرز احتياج الانسانية جميعا الى رسالة الاسلام التى حملت فى طياتها المحبة والسلام والطمأنينة والاستقرار وقال: (ان الاسلام ليس مصدرا للعنف والارهاب والشدة بل الاسلام هو الحل لتأسيس السلام العالمى الذى يحتاجه جميع الناس.. وان الحج يفيد هذه المعاني (مشيرا الى ان العلماء شرحوا قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) بالتلميح الى معنيين احدهما ان اهم ركن فى الحج هو الوقوف بعرفة والاخر هو ان عرفة مكان للتعارف والالتقاء).
وأضاف قائلا: (في هذا العصر الذى يتحدث فيه عن صراع الحضارات فان الحج نموذج حي لالتقاء الحضارات فى السلم والمودة والرحمة).
اثرها صافح خادم الحرمين الشريفين أصحاب الفخامة والشخصيات الاسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين حضروا الحفل.
بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.