يرى المهتمون بالمجالات الامنية، ان هناك تزايدا كبيرا في توظيف التكنولوجيا الحديثة في مجال الجريمة، فالعصابات الاجرامية، اتجهت الى استغلال انجازات التكنولوجيا في تطوير وتحديث الاساليب الاجرامية، مما اسهم في زيادة معدلات الجرائم التي يمكن وصفها بالجرائم المعقدة تكنولوجيا، ويبدو ذلك واضحا في عمليات التهريب، وتجارة المخدرات، وتزييف العملات، وتزوير الاوراق الرسمية، وفي العمليات الارهابية.
لابد من استخدام التكنولوجيا الحديثة، ولكنها ـ من منظور امني ـ سلاح ذو حدين، واعني هنا.. اذا كانت اجهزة الامن حريصة كل الحرص على استخدام الاساليب والاجهزة التكنولوجية الحديثة في مختلف مجالات الامن، من اجل رفع كفاءتها وتحسين ادائها، فان العصابات الاجرامية حريصة ـ ايضا ـ كل الحرص على استغلال انجازات التكنولوجيا الحديثة، في تطوير وتحديث الاساليب الاجرامية، ولو استعرضنا ـ على سبيل المثال ـ شيئا من ذلك، لاخذنا مجال الاتصالات، ولادركنا الانعكاسات السلبية التي يتركها على الامن الداخلي في بعض الدول، فلا يخفى على المتابع، ذلك الجدل القائم على نطاق عالمي واسع، حول شبكة (الانترنت) العالمية، وتأثيراتها على اوضاع الامن الاجتماعي والثقافي على المجتمعات، فتلك الشبكة العنكبوتية، لها تأثير في شل بعض نشاطات الامن الثقافي وما يفعل من تحصينات، فخذ مثلا جانب المواد والصور الاباحية، التي تنشرها تلك الشبكة، فهي صور تتعارض مع المبادئ الدينية والقيم الثقافية والاخلاقية السائدة في العديد من المجتمعات المحافظة، وايضا تشكل تلك الشبكة مصدرا خطيرا للمعلومات والبيانات ووسيلة سهلة للاتصالات فيما بين الجماعات والتنظيمات الارهابية والعصابات الاجرامية، مما يسهل لهم تنفيذ عملياتهم، ويسهم في صعوبة احباط مخططاتهم، كما ان (الانترنت) قد تستغل في عمليات الغزو الثقافي، مما يضعف فعالية نشر وانتشار الامن الثقافي، وقد تستخدم بعض الدول او الجماعات الارهابية ـ الانترنت ـ في الاساءة الى المجتمعات والدول، وذلك بادخال مواد من شأنها تشويه صورة المجتمعات او سياسات الدول، مما يضر بأمنها بشكل عام.
لذلك سارعت العديد من الدول في العالم وبالخصوص الكبرى منها باتخاذ بعض الاجراءات القانونية والفنية، التي من شأنها ان تحد من تأثيرات الشبكة العنكبوتية السلبية، على الاوضاع الداخلية في تلك الدول.