أعجبني تصرف القائمين على اكتتاب أملاك للتمويل عندما تجاهلوا صصإغراء السيولة’’ وأداروا ظهورهم لأموال جاءت إليهم وطرقت أبوابهم بقوة.
وفي الحقيقة فقد عبر قرار عدم تعلية رأسمال أملاك عن المستوى المستهدف وهو 750 مليون درهم عن شفافية كبيرة ومصداقية عالية حيث لم تترك الأمور للصدفة ولم تأت كيفما اتفق’’، وبصراحة شديدة أقول إنني كنت أخشى من قرار بتعلية الإصدار ليس لأنه كان سيترك أثرا سلبيا على السوق ككل فحسب وإنما لأن قرارا كهذا كان كفيلا بوضع العشرات من علامات الاستفهام حول تلك الشركة والقائمين عليها وما إذا كانوا يعرفون جيدا ماذا يفعلون وماذا يريدون من السوق أم أن الأمور تتم حسب التساهيل’’.
لقد تجاوز اكتتاب أملاك فخ السيولة وقدم خدمة جليلة لسوق الأسهم المحلية لأنه من جهة أكد استعادة الثقة في تلك السوق بعد أن ضاعت طويلا، وترك الفرصة في الوقت نفسه للإصدارات المرتقبة لتأخذ نصيبها من السيولة، كما انه وهذا هو الأهم بالنسبة لإعمار وشقيقاتها الصغريات ترك هامش مناورة وحركة جيدا لمزيد من
الاكتتابات الأولية لأسهم وحدات تابعة لمجموعة أعمار خلال المرحلة المقبلة.
إن لدى اعمار اليوم مجموعة من الشركات التابعة المرشحة لدخول سوق الإصدار الأولي، وعلى الرغم من أن بنك دبي يظل أبرزها إلا أن المؤشرات تقول انه لن يكون الثاني بعد أملاك، حيث من المرجح أن تسبقه إصدارات أخرى لنفس المجموعة ربما من خلال تحويل مشروعات كبرى قائمة بذاتها إلى شركات مساهمة عامة وفي مقدمتها مشروع برج دبي أو دبي مول.
إن اكتتاب أملاك مثل اختبارا شديد الحساسية للسوق، وتم تجاوزه دون مطبات أو هفوات، فمن سيتقدم طابور المستفيدين من السيولة العائدة إلى حسابات أصحابها خلال الأيام القليلة المقبلة.