الصورة عندي هي اللوحة التي لا أرسمها بريشة، وإنما أفجر كل امكاناتي ومواهبي في ضبطها من خلال عدسة الكاميرا محمولة كانت ام تقف على عصا.. أجمل ما في مهنتي كمصورة أنني استطيع اقتناص الحلم من الواقع لصاحبة الصورة لا سيما ان كانت صاحبتها عروسا في تمام جلوتها وبهائها هنا أشعر بأهمية مهنتي والأكثر من هذه الأهمية الإحساس بالمسؤولية يخالطها شيء من القلق والهم الذي يدفعني لشحذ الهمم، فهي ليلة واحدة في عمرها ولن تتكرر وليست ككل الصور من الممكن ان تكون الأوائل مجرد بروفات لها فالصور لن تعاد والمناسبة لن ترجع الى الوراء إلا من خلال ألبوم الصور او أشرطة الفيديو.. وعلي هنا التدخل بحسي الفني في لفتات العروس ونظراتها ثباتها واهتزازتها وإعطاء النصح لها ان كنت على معرفة شخصية بملامحها عن كيفية المكياج والتسريحة المناسبة لها لاعتقادي بان هذه الأمور لا يمكن فصلها عن بعضها وهي التي تساعد على تكامل عناصر اللوحة الفنية حتى اذا ما شاهدتها العروس بعد أيام لزفافها شهقت انبهارا لهذا الحسن الذي أضيف الى حسنها قائلة "الله.. الله رائعة" واستلم النصف الثاني من أتعابي وأنا في قمة الرضا لأنني قدمت أجمل هدية لها ستنسى الثمن المدفوع فيها وستتذكر فقط حلاوة الذكرى، أجل فكثير منهن يستكثرن المقابل المادي الذي احدده لقاء الصور في الأفراح وهن يعطينني الدفعة الأولى منه ولكن ما ان يستلمن الصور ويشعرن بالجهد المبذول لاخراجها ضبطا وفنا وتحميضا حتى يعطينني الباقي بسرعة البرق ولسان حالهن يقول "تستحقين أكثر.. ولا يختلف قلقي وأنا أعمل في الأستوديو عنه وأنا في صالة الأفراح وانما يفرق الكم دون شك فغالبا ما تكون صور الاستوديو تقليدية للذكرى او الاحتفاظ بصورة أو حتى صورة للأوراق الرسمية كجوازات السفر وهنا عليَّ ان اتمثل الصبر وألا أفارقه حتى لا أخسر الزبونة لأن عالم الاستوديوهات النسائية كصالونات التجميل تماما لا تفتأ صاحبة الصورة من البحث عن الوضع الأفضل الذي يجعلها ترضى من خلاله عن الصورة وحتى وان كانت صورة لجواز السفر.. هكذا هي الأنثى في كل شيء وفي كل مكان وعليه فأنا اتعامل مع هذه المهنة من هذا المنطلق ولا أغضب ان واجهتني بسؤال "حلوة"؟ "شكلها كويس"؟.. (مع أنها تركت توا المرآة" هنا.. وبعد هذا السؤال أصدقها الاجابة أيا كان وقعها حتى تتحمل هي وحدها نتيجة الصورة وأبدأ بعد تسليط كشاف النور على وجهها واحد. اثنان. ثلاثة.. اخذت الصورة بانتهاء العد.. و.. ولم ينته اليوم.